للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن كثيرًا من الأساتذة الذين جربوا التدريس بالعربيَّة لا في دمشق وحدها، وإنَّما في القاهرة والرياض وبغداد لم يجدوا عائقًا يذكر من اللغة ذاتها، وإذا كانوا قد اصطدموا بصعوبات فهي خارج الإطار اللغوي (١)، بل (استطاع عدد من المخلصين في هذا العصر أن يثبتوا قدرة اللغة العربيَّة على استيعاب العلوم، فوضعوا عددًا من الكتب العلميَّة تناولت شتى الموضوعات، وقدمت أمثلة لقدرة اللغة العربيَّة على التعبير عن دقائق العلوم) (٢).

وعلى الرغم من الجهود المبذولة في هذا المضمار فإنَّه ينبغي أن تتسم حركة التعريب بالصفة الشموليَّة فلا تقتصر على تعريب الحرف وتنسى مرتكز التعريب، وهي العقيدة الإسلاميَّة وليست القوميَّة العربيَّة (٣) حيث إنَّ العقيدة الإسلاميَّة هي السر في انتشار اللغة العربيَّة وسيادتها، ومن جهة


(١) انظر: أحمد مطلوب: دعوة إلى تعريب العلوم في الجامعات: ص ٢٥ - ٥٣، عن دار البحوث العلمية، الكويت ١٣٩٥ هـ - ١٩٧٥ م، وانظر: نايف معروف: خصائص العربية. .: ص ٨٠، ٨١، (مرجع سابق).
(٢) مازن المبارك: المرجع السابق نفسه: ص ٤٧، وانظر: شحادة الخوري: دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب: ص ١٨٥ - ١٩٣ الطبعة الأولى ١٩٨٩ م، عن دار طلاس، دمشق، فقد أورد في الصفحات المشار إليها آنفًا ثلاث تجارب تاريخية أثبتت قدرة اللغة العربية على استيعاب مسيرة الإنسانية الحضارية؛ وكانت التجربة الأولى في القرن الثاني للهجرة. . .، أمَّا التجربتان الأخريان فكانتا في العصر الحديث إحداهما في مصر وبيروت، إذ بدأ التعليم الطبي فيهما باللغة العربية، والثانية بدأت في دمشق، وهي المشار إليها أعلاه.
(٣) مِمَّا يؤكد العلاقة الفكرية بين اللغة العربية والإسلام ذلك التلازم بينها وبين خطاب الإسلام وانتشارها بانتشاره وضعفها بضعف أمته، ويؤكد هذه الحقيقة من جهة أخرى ما وُجِّه من نقد حاد للقومية العربيَّة عندما (أغفل الدَّاعون إلى إحياء القومية العربيَّة جانب اللغة)، محمد خليفة الدناع: العربيَّة الفصحى رباط قومي (من قضايا اللغة العربيَّة): ص ١٦٥، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>