للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعمار من أمثال (دنلوب) (١) سياسة التعليم على أساس الحيلولة بين اللغة العربيَّة وبين أن تصبح الأداة الثقافية لأبناء الأُمَّة الإسلاميَّة ولغة العلوم والتقنية؛ (فحلت مصطلحات أجنبية عن دينها ولغتها في جوانب: الحكم، والقضاء، والتعليم، ولغة الحياة العامَّة والسلوك، وغيرها متابعة بذلك سنّة الإبعاد عن كتب الشريعة وفقهها بتحنيط لغتها، وبذلك يستحكم الانفصام بين المسلم وتراثه ليكون رسمًا لا معنى له، وصورة لا حقيقة له) (٢).

ولعل من الشواهد المعاصرة على صلاحيَّة اللغة العربيَّة لتدريس كافة العلوم؛ ما يحدث في الجامعات والمعاهد التي اتخذتها أداةً للعلم والمعرفة وأفادت منها، فعلى سبيل المثال مضى على تأسيس كلية الطب في دمشق ما يزيد على سبعين عامًا وأساتذتها يدرسون الطب باللغة العربيَّة (٣)، وقد (أغنوا خزانة الكتب العربيَّة بما لا يقل عن ثمانين مجلدًا في فروع الطب المختلفة) (٤).


(١) لمزيد من الاطلاع على هندسة (دنلوب) الماكرة وآثارها على اللغة العربيَّة والدين الإسلامي، راجع: محمود محمد شاكر: أباطيل وأسمار: ١٦٦، ١٧١، ٢٢٧، ٢٥٧، ٢٥٨، ٢٥٩، ٤٤٢، ٤٤٣، ٤٤٤، ٥٥٨، ٥٥٩، ٥٦٠، (مرجع سابق)، وانظر: محمد قطب: واقعنا المعاصر: ص ٢١٧ - ٢٢٢، (مرجع سابق).
وانظر: نايف بن ثنيان بن محمد آل سعود: المستشرقون وتوجيه السياسة التعليمية في العالم العربي، مع دراسة تطبيقية على دول الخليج العربي (دول مجلس التعاون)، الطبعة الأولى ١٤١٤ هـ، وأساسها رسالة ماجستير في الثقافة الإسلاميَّة نوقشت عام ١٤١١ هـ ـ في كلية الشريعة بالرياض: ص ١٨٦ - ١٩٧.
(٢) بكر أبو زيد: فقه النوازل: ص ١٠٢، ١٠٣، (من رسالة بعنوان: المواضعة في الاصطلاح على خلاف الشريعة وأوضح اللغى؛ دراسة ونقد)، (مرجع سابق).
(٣) انظر: مازن المبارك: اللغة العربيَّة في التعليم العالي والبحث العلمي: ص ٤٣، (مرجع سابق).
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ٤٣، ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>