الإيجابيَّة الخيِّرَة هي تلك الخصيصة الأخرى من خصائص تميز الأمَّة الإسلاميَّة، وهي السِّمَة البيِّنة التي اتصفت بها الأُمَّة الإسلاميَّة، تحقيقًا لقوله تعالى:{أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون: ٦١]، فالسبق والمسارعة من خصائص تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، وليس ذلك السبق، وتلك المسارعة لذاتهما، وإنَّما هما في الحقيقة إيجابيَّة خيِّرَة اختصت بها الأُمَّة الإسلاميَّة لتحقق من خلالها الخير والسعادة للإنسانية قاطبة، ولا تقتصر نظرتها في ذلك على العاجل فحسب في الدار الدنيا، بل تتجاوز نظرتها هذه الحياة الأولى إلى الحياة الآخرة، وتعمل للعاجلة والآجلة بهدي من قوله تعالى:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[القصص: ٧٧].
وتتجلى إيجابيَّة الأُمَّة الإسلاميَّة في جوانب كثيرة، سأتناول جانبين من أهم تلك الجوانب، ولكن قبل ذلك أبين مفهوم المسارعة والسبق.