للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تمهيد]

والوسطيَّة من خصائص تميز الأُمَّة الإسلاميَّة، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: ١٤٣]؛ حيث صرحت الآية الكريمة (بوصف الأمَّة بالوسطيَّة وذكرت لها مفهومًا آخر يبرز جانبًا من جوانب التميُّز لهذه الأُمَّة إذا حرصت بالتزامها على هذا الانتماء الكريم، هذا المفهوم يتمثل في شهادة رسولها عليها في الوقت الذي يتخذ منها ربُّ العالمين شهداء على الناس) (١).

وهناك مواضع أخرى في القرآن الكريم قدَّمت (نماذج لتطبيق الوسطية في مجتمع المسلمين. . . تدل على أن هذه الخصيصة التي عرف بها الدين الحق، وأصبحت سمة للأمَّة الملتزمة به ينبغي أن تنظر سلوكيَّة تحكم حياة المسلم، ويعتصم بها في كل ما يأتي وما يدع؛ لأنها كفيلة بتحقيق الخير له من جميع أطرافه سواء في نفسه، أم في أسرته، أم في المجتمع الذي يعيش فيه. . . .) (٢)، وكنتيجة طبيعية لتطبيق الإسلام في حياة المسلمين، والتزامهم بعقيدته وشريعته وأخلاقه ومبادئه وقيمه تصبح الوسطيَّة صفة لهم بعد أن كانت صفةً للقيم المجردة، بل تصبح الوسطية سمةً للأُمَّة الإسلاميَّة كما هي سمة للإسلام) (٣).

* * *


(١) السيد رزق الطويل: الوسطية ومواقعها في القرآن الكريم: ص ٢١، مجلة منبر الإسلام، العدد [٥]، السنة [٥٣]، جمادى الأولى ١٤١٥ هـ - أكتوبر ١٩٩٤ م، تصدر عن وزارة الأوقاف المصرية - القاهرة.
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٢٤.
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>