للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناحية الثانية: الثقافة الإسلاميَّة بصفتها من أنجع الوسائل في تحقيق تميز الأُمَّة الإسلاميَّة في تاريخها وحضارتها، ذلك أن الثقافة الإسلاميَّة ذات أصالة، (ودعامة الأصالة الثقافية للأمَّة الإسلامية هي "الفهم الصحيح لكتاب اللَّه -عز وجل- وسنّة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، والتفقه في الدين، واستيعاب التاريخ الإسلامي، وحل المشكلات المعاصرة للمجتمع الإسلامي من خلال تحكيم شرع اللَّه تبارك وتعالى تحكيمًا كاملًا من غير تأويل تمليه الأهواء، أو تحمل عليه نزعة الانهزام الفكري والنفسي أمام التيارات المعادية الطاغية. . . . ولا تتحقق هذه الأصالة إلَّا بالإحاطة الشاملة بالإسلام عقيدة وعبادة وتشريعًا وخلقًا) (١).

وأمَّا الوعي بالثقافات الأُخرى، فإنَّ الثقافة الإسلاميَّة في بعض جوانبها (تتعرض لكافة أشكال التفاعل والتأثير المتبادل، فالثقافة تشكل هويَّة زمنيَّة لحياة الأُمَّة. . وتحمي الأُمَّة من عوامل التذوب والتشكيك والاختراق (٢) وهي ثقافة ذات إيجابيَّة ونزعة إنسانية فريدة طالما افْتُقِدَت في غيرها من الثقافات الأُخرى.

يقول أحد المفكرين: (إنَّ المعنى الإنساني للثقافة الإسلاميَّة واضح في كل جوانبها؛ لأنَّها ثقافة منبثقة عن المفاهيم والمثل الإنسانية العليا، في أوسع آفاقها، وأسمى أهدافها) (٣)، ويؤكد في صدد حديثه عن رعاية الثقافة الإسلاميَّة للوحدة الأنسانية والمثل العليا أنَّ المعنيين بدراسة الثقافات البشريَّة افتقدوا هذا المعنى في تلك الثقافات مستشهدًا ببعض


(١) عمر عودة الخطيب: لمحات في الثقافة الإسلاميَّة: ص ١١١، ١١٢، (مرجع سابق).
(٢) مجلة الأزهر، عدد محرم ١٤٥٥ هـ - يونية ١٩٩٤ م: ص ١٠٥، كلية بعنوان (دور الثقافة الإسلامية) كتبها للمجلة يحيى السيد النجار.
(٣) عمر عودة الخطيب: لمحات في الثقافة الإسلامية: ص ٩٤، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>