للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلمه (١)، وهكذا فإذا كان لكلمة الثقافة بهذا البناء بصورتها تلك دلالتان عامتان في أصل الاستعمال، إحداهما: مادية، والأخرى: معنويَّة؛ فإن بين الدلالتين صلة ونسبًا من نوع ما، إنهما تشتركان في مطلق المعنى وجوهره (٢).

وهذا التأصيل لمعنى (الثقافة) في اللغة العربيَّة، يؤكد (بأنَّ كلمة (ثقافة) بوصفها مصطلحًا فنيًّا ذا مفهوم خاص لما يُعْرف اليوم ليس ترجمة لكلمة، أو مصطلح أجنبي، أو تعريبًا لمفهوم أجنبي كما يدعي بعض الدارسين غير العارفين بأصول العربيَّة) (٣)، فقد استخدمت في تراث المفكرين القدماء من العرب والمسلمين بمفهومها العام، ثُمَّ أصاب ذلك المفهوم بمرور الزمن التخصيص وتضييق المجال، ومع ذلك فإنَّه لا زال محافظًا على دلالته الجوهريَّة في جوانبها الماديَّة والمعنويَّة، المنقول منها والمنقول إليها، وأنَّ هناك قدرًا مشتركًا في المعنى الأساس على إطلاقه، الذي يعني الصقل والتهذيب، وجعل الإنسان أو الشيء سويًّا لا اعوجاج في عمله أو سلوكه (٤).


(١) انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (ثقِفَ)، (مرجع سابق)، وانظر: إبراهيم أنيس وآخرين: المعجم الوسيط، مادة (ثَقِفَ)، (مرجع سابق)، وانظر: محمد عبد الرؤوف المناوي: التوقيف على مهام التعاريف، مادة (الثَّقف)، (مرجع سابق)، وانظر: المعجم العربي الأساسي، تأليف وإعداد جماعة من اللغويين العرب، عن المنظمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم: مادة (ثَقُفَ) و (ثقِفَ) ومشتقاتهما، (مرجع سابق)، وانظر: كمال محمد بشر: الثقافة: ص ٢٢، ٣٠، (المرجع السابق نفسه).
(٢) انظر: كمال محمد بشر: الثقافة، ص ٢، ٣، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: عمر عودة الخطيب: لمحات في الثقافة الإسلاميَّة: ص ٢٢ - ٣٠، (مرجع سابق)، وانظر: محمد المبارك: بين الثقافتين الغربية والإسلامية: ص ٥٥، طبعة ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م، عن دار الفكر - دمشق، وانظر: مالك بن نبي: مشكلة الثقافة: ص ١٩ - ٢٦، (مرجع سابق).
(٣) كمال محمد بشر: المرجع السابق نفسه: ٤، ٥.
(٤) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>