كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه

وفي ضوء ما سبق يمكن نقد أقوال المستشرقين واستدلالاتهم في النقاط الآتية - نقد الدعوة الثانية: دعوى التأثر بالتلمود اليهودي - ج: 1 - ص: 384

ولا يوجد بينهما توافق (في المنابع والغايات، أو تشابه في الحقوق والواجبات، أو تقارب في المبادئ والعقوبات) (١).

وقبل هذا وبعده فإنَّ هناك فرقًا جوهريًّا بينهما (حيث بدأ القانون عادات. . ونما وازدهر عن طريق الدعوى والإجراءات الشكلية. . أما الشريعة فقد بدأت كتابًا منزلًا من عند اللَّه، وازدهر فقهها عن طريق القياس والأحكام الموضوعية) (٢).

وفرق جوهري آخر؛ (هو أن أساس الفقه يبنى على عقيدة التوحيد، بينما القانون الرومي يبنى على الإيمان بتعدد الآلهة، ومن هذا الأصل تتشعب الاختلافات وتتفرع في كثير من المسائل بين النظامين) (٣).

[نقد الدعوة الثانية: دعوى التأثر بالتلمود اليهودي]

وصل تحامل بعض المستشرقين على تميُّز الأمة الإسلامية إلى الادعاء بأن (اليهودية أثرت في الإسلام كله، عقائده وعباداته ومعاملاته) (٤)، والمقصود هنا هو الرد على دعوى تأثر الشريعة الإسلامية وفقهها بالتلمود ممثلة في أقوال (فون كريمر) و (كارل بروكلمان) و (بوسكة) و (لامنس)

---

(١) المرجع السابق نفسه: ص: (٨٦).
(٢) انظر: عبد الكريم زيدان: المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية. .: ص: (٧٤)، (مرجع سابق)، وانظر: محمود حمدي زقزوق: الاستشراق. . ص: (١٠٩)، (مرجع سابق).
(٣) محمد حميد اللَّه: تأثير الحقوق الرومية على الفقه الإسلامي: ص: (٤٣)، (مرجع سابق)، لمزيد من الاطلاع على الفروق بين الشريعة الإسلامية والقانون الروماني؛ انظر:
* محمد الدسوقي: المرجع السابق نفسه: ص: (٧١٩ - ٧٢٢).
* محمد حميد اللَّه: المرجع السابق نفسه: ص: (٤١ - ٤٣).
* عبد الكريم زيدان: المرجع السابق نفسه: ص: (٧٠ - ٧٤).
(٤) محمد الدسوقي: الاستشراق والفقه الإسلامي: ص: (٧٢٥)، (مرجع سابق).