للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِمَّا لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في أدلة الشرع الكتاب والسُّنَّة، أي: القرآن والحديث) (١).

وقد كثرت المعاني التي اصْطُلِحَ عليها في تعريف السُّنَّة بالنظر لتعدد العلوم التي تُعنى بالسُّنَّة (فهي عند المحدثين غيرها عند الأصوليين والفقهاء، والشارع في أي علم عليه أن يلم باصطلاحات أهله؛ لئلا تلتبس عليه الأمور وتضطرب الموازين) (٢).

وعلى الرغم من ذلك فإنَّ المعنى المراد هنا بالسُّنَّة: ما صح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أقوال وأفعال (تؤكد ما ورد في القرآن الكريم، أو تفسر أحكامه وتبين شرائعه؛ من تفصيل لمجمل، أو تخصيص لعام أو تقييد لمطلق، أو توضيح لمشكل، أو بزيادة على ما ثبت في القرآن الكريم في حكم من الأحكام، أو بإنشاء حكم سكت عنه القرآن وثبت بالسنة، ونحو ذلك مِمَّا يقتضيه الأخذ بالسُّنَّة، كنسخها لبعض أحكام القرآن الكريم) (٣).

ثانيًا: منزلة السُّنَّة من القرآن الكريم:

أ- تماثل السُّنَّة القرآن الكريم في كونها وحيًا من اللَّه -عَزَّ وجَلَّ- لقوله


(١) النهاية في غريب الحديث: مادة (سنن)، (مرجع سابق).
(٢) البغوي: شرح السنة ١/ ١١، (مرجع سابق). وانظر: محمد لقمان السلفي: السُّنَّة (حجيتها ومكانتها في الإسلام والرد على منكريها): ص ١٢، الطبعة الأولى ١٤٠٩ هـ، عن مكتبة دار الإيمان - المدينة المنورة.
(٣) انظر: محمد بن إدريس الشافعي: الرسالة، تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر: ٨٨، ٩١، ٩٢، ١٥٠ - ١٥٦، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، (بدون تاريخ)، (لمزيد الاطلاع على أمثلة مستفيضة على جميع هذه الأحوال). وانظر: ابن قيم الجوزية: أعلام الموقعين ٢/ ٢٢٠ - ٢٧٤، وانظر: حسين مطاوع الترتوري، (مجلة البحوث الإسلامية، الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية. . الرياض) مقال بعنوان: مصادر النظم الإسلاميَّة: ص ١٤٥ - ١٤٧، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>