للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنسل، والمال، والعقل، وقد قالوا إنها مراعاة في كل مِلَّة) (١)، وتجلب بها المصالح وتدفع بها المفاسد (٢)، ونحو ذلك.

[وهنا يأتي السؤال من الذي ينظم؟]

يرى بعض المهتمين بدراسة التاريخ البشري ودراسة علم الاجتماع والنفس والتربية، وكذلك النظم والتشريعات أن البشر قادرون على وضع التشريعات والنظم لقيام حياتهم وتحقيق وجودهم الإنساني المتميِّز، وينيطون ذلك بما وهبه اللَّه للإنسان من عقل قادر على عمل ذلك.

ومهما كانت المسوغات والمبررات لهذا الرأي فإنَّ نهاية التحليل تصل إلى حقيقة مستقرة ومسلَّمة نهائية جوهرها ولبها أن العقل البشري المجرد عن هداية اللَّه وغير المتصل بوحيه تعالى إلى رسله لا يتأتى له ذلك بصفة شاملة كاملة مرتبطة بغاية وجود الإنسان ومتسقة مع حقائق الوجود، بل يقصر عن ذلك، وبيان أوجه قصوره في النقطة الآتية:

* * *


(١) أبو إسحاق الشاطبي: الموافقات في أصول الشريعة: (٢/ ٨، شرح وتخريج وترجمة وفهرسة: عبد اللَّه دراز ومحمد عبد اللَّه دراز وعبد السلام عبد الشافي محمد، عن دار الكتب العلمية - بيروت.
(٢) انظر المرجع السابق نفسه: ص: (٢٩)، وسيأتي الحديث عن مقاصد الشريعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>