للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكل واحد منها عضوًا يختص بمدافعة ما يصل إليه من عادية غيره، وجعل للإنسان عوضًا من ذلك كله الفكر. . .) (١).

ويواصل بيانه لهذا الواقع حتى قوله: (ولا تفي قدرته. . . فلابدَّ في ذلك كله من التعاون عليه بأبناء جنسه) (٢)، ويقرر أخيرًا بأن الاجتماع البشري ضرورة للإنسان ولا يتحقق وجود الأمة ورسالتها في إعمار الأرض وتحقيق الخلافة إلا بذلك (٣).

إذا كانت هذه الدوافع إلى الاجتماع البشري الذي يلبي ضرورات عدة نفسية، ومادية، وأمنية، كحاجة الإنسان إلى الأكل والشرب، وحاجته إلى الزواج وتكوين الأسرة، وحاجته إلى الأمن على نفسه وماله وعرضه ونسله، فإن الحياة الاجتماعية لا يمكن أن تقوم بصفة سوية، ووضع مرض إلا بالتعاون بين أفراد المجتمع ولكن هذا التعاون لا يتم بمجرد الرغبة فيه والحرص عليه، والنظرة إليه باعتباره أمنية لا مجال لتحقيقها في عالم الواقع (٤)، بل لابد من نظام يحدد للإنسان ما له وما عليه في إطار الواجبات والحقوق، وينظم علاقاته التي تنشأ بينه وبين أفراد مجتمعه وهيئاته ومؤسساته المختلفة في شتى الشؤون وعلى كافة الأصعدة.

وعلى هذا الفرد والمجتمع بل الأمة بحاجة إلى نظام تطبقه في واقعها وتحافظ به على الضرورات الخمس، وهي: (حفظ الدين، والنفس،


(١) مقدمة ابن خلدون: ص: (٤٢). وانظر: محمد رأفت سعيد: المرجع السابق نفسه: ص: (٢٠، ٢١).
(٢) مقدمة ابن خلدون: ص: (٤٢)، (المرجع السابق نفسه).
(٣) انظر: مقدمة ابن خلدون: ص: (٤٣)، (المرجع السابق نفسه).
(٤) انظر: عمر عودة الخطيب: المسألة الاجتماعية: ص: (٢٣)، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>