للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبرية، بل ذهب أحد المستشرقين وهو (دوزي) إلى دعوى التشابه بين لغة اليهود ولغة قريش (١)، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإنهم يزعمون أن الإسلام مقتبس من اليهودية فلزم لذلك أن يدرسوا اللغة العربية والإسلام للتعمق في العهد القديم باعتباره جزءًا من الكتاب المقدس، وباعتبار الإسلام ولغته اللغة العربية يخدمان بطريق غير مباشر هذا الهدف الديني للاستشراق.

وقد أكد هذا الهدف (شولتنس) بقوله: (لم يدرسوا اللغة العربية لقيمتها الأدبية أو للتعمق في تاريخ الإسلام أو لدرس تطور الأدب عند المسلمين، بل لاستعمالها وسيلة درس العهد القديم واللغة العبرانية) (٢).

هـ - إشغال الشعوب الغربية عن الهجوم على الكنيسة ومعتقداتها بالهجوم على الإسلام، وتوجيه الأنظار إليه باعتباره عدوًّا للكنيسة والشعوب الغربية (٣).

[٢ - الدافع السياسي]

ما برح هذا الدافع ملازمًا للحركة الاستشراقية في كثير من مراحلها وأطوارها إذ انبرى نفر من المستشرقين لتقديم دراسات تتناول الأمة الإسلامية جغرافيًا وسياسيًا (فاتجهوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها من عقيدة وعادات وأخلاق وثروات ليتعرفوا إلى مواطن القوة فيها


(١) انظر: محمد خليفة الدفاع: اللغة الفصحى رباط قومي (بحث مدرج في كتاب من قضايا اللغة العربية المعاصرة): ص: (١٦٣)، إصدار المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم، تونس: (١٩٩٠ م).
(٢) نقلًا عن: إسماعيل عمايرة: المستشرقون ونظرياتهم في نشأة الدراسات اللغوية ص: (٣٠)، عن دار حنين، الطبعة الثانية: (١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م)، عمان، ولديه مزيد إيضاح لهذا الهدف.
(٣) انظر: عبد الرحمن حبنكة الميداني: أجنحة المكر ص: (١٢٥، ١٢٦)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>