للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البشرية كلها من عهد إلى عهد، ومن نهج إلى نهج عن طريق مصدرين أساسين هما: القرآن الكريم، وسنّة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١).

وخلاصة القول: أنَّ من أهم خصائص تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة خصيصة العالميَّة، وهي ما درج العلماء على تسميته (بالعموم والشمول)، وهو ما أجمله ابن قيم في قوله: (وعموم رسالته -صلى اللَّه عليه وسلم- في كل ما يحتاج إليه العباد، في معارفهم وعلومهم وأعمالهم، وأنَّه لم يحوج أمته إلى أحدٍ بعده، وإنَّما حاجتهم إلى من يبلغهم عنه ما جاء به، فلرسالته عمومان محفوظان لا يتطرق إليهما تخصيص: عموم بالنسبة للمُرْسَل إليهم، وعموم بالنسبة إلى كل ما يحتاج إليه من بُعث إليه في أصول الدين وفروعه؛ فرسالته كافية شافية عامة، لا تحوج إلى سواها، ولا يتم الإيمان به إلَّا بإثبات عموم رسالته في هذا وهذا، فلا يخرج أحد من المكلفين عن رسالته، ولا يخرج نوع من أنواع الحق الذي تحتاج إليه الأُمَّة في علومها وأعمالها عمَّا جاء به) (٢).

* * *


(١) صالح بن غانم السدلان: حتمية تطبيق شرع اللَّه في الأرض، مجلة البحوث الإسلاميَّة العدد (٢٩)، لذي القعدة وذي الحجة ١٤١٠ هـ ومحرم وصفر ١٤١١ هـ: ص ١٨٠، (مرجع سابق). وانظر: ابن قيم الجوزية: أعلام الموقعين ٤/ ٢٨٥، ٢٨٦، ٢٨٧، (مرجع سابق).
(٢) أعلام الموقعين ٤/ ٢٨٥، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>