للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظامًا دقيقًا لحياته، وأجابت عن كل تساؤلاته الروحيَّة والعقلية، واهتمت بتربية عقله وفكره ووجدانه) (١).

بل إنَّها حررت الإنسان من الخرافات والوهم، وربطته بربه في ضوء منهج أصيل يغذي عقله وروحه ويزكيه، ويضع عنه أغلال الجهل والشر والشقاء، لذلك كانت العقيدة الإسلاميَّة المرتكزة على الفطرة والتوحيد والإيمان والإحسان عقيدة غير محصورة في جنس أو زمان أو مكان، وإنَّما هي مرتكز لوحدة عالميَّة تتسع جميع المكلفين (٢).

ب- وتلك الشريعة الربانيَّة الغراء التي جاءت نظامًا عالميًّا شاملًا عامًّا: (أتى بالمبادئ التشريعية والخلقيَّة التي تسمو بالإنسان إلى أعلى درجات الكمال، جاء من عند اللَّه عامًّا لكل أجناس البشر جنّهم وإنسهم، لا يختص بقوم دون قوم، أو جيل دون جيل، موجه إلى الناس كافَّة باعتبار إنسانيتهم التي ميَّزهم اللَّه بها عن سائر الحيوان، يحقق مصالحهم في كل عصر ومصر، ويفي بحاجاتهم، ولا يضيق بها، ولا يتخلف عن أيِّ مستوى عال يبلغه أيُّ مجتمع من المجتمعات، ومع عموميَّة التشريع الإسلامي فإنَّه شامل كذلك لكل جوانب الحياة، ومناحي الاجتماع، لم يترك شاردة ولا واردة إلَّا ذكر فيها خبرًا أو شملها حكمًا، أو أدرجها تحت أصل أو قاعدة، فالشريعة الإسلاميَّة منذُ نشأتها الأولى كذلك رسالة للعالمين طبيعتها عالميَّة شاملة، ووسائلها وسائل إنسانية كاملة، وغايتها نقل هذه


(١) محمد فتح اللَّه الزيادي: انتشار الإسلام وموقف المستشرقين منه: ص ٢٠، ٢١، (مرجع سابق)، وانظر: ص ٣٢١ - ٣٣٠ (البحث نفسه).
(٢) انظر: ص ٣٢١ - ٣٣٠ (البحث نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>