للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّ الاسم الذي أطلق عليه في الفترة المدنية كان (التزكي) ولا يذكر اسم الدين وأتباعه إلَّا قليلًا في النصوص، ونجد بعد الهجرة عدّة إشارات إلى (المؤمنين) ويشمل في بعض الأحيان هذا اللفظ اليهود، حتى إذا ما قطع محمد علاقاته بهم صرح بأنَّه يتبع دين إبراهيم (الحنيف) وسُمِّي دين محمد، فترة من الزمن بالحنيفية، ومن الصعب القول متى حلتا (مسلم) و (الإسلام) محل (حنيف) و (حنيفية) ولا شك أنَّ لفظ (الإسلام) هو أفضل تسمية، ولهذه الكلمة معنى ديني أعمق يعني الاستسلام والخضوع لإرادة اللَّه) (١).

٩ - وكان لبعض المستشرقين وقفة كذلك عند القبلة وما حدث للأُمَّة الإسلاميَّة، حينما استقبل الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بيت المقدس في بداية الهجرة، ثمَّ تحول عنه إلى بيت اللَّه الحرام في مكة المكرمة، فسَّرَ بعض المستشرقين ذلك بقوله: (إنَّ محمدًا كان في أول الأمر يؤمل الاعتماد على اليهود، ورتَّب خططه على أساس الحصول على مساعدتهم وتأييدهم له، ولذلك جعل قبلة المسلمين في الصلاة نحو القدس في تلك المرحلة التي لم يفرق فيها بين اليهود والمسيحيين واعتبرهم شيئًا واحدًا، ولكن عندما خاب ظنه فيهم بسبب رفضهم الاعتراف به كنبي، دخل في عداء صريح معهم، وأمر بتحويل قبلة المسلمين في الصلاة نحو مكة) (٢).

١٠ - زعم (شاخت) أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أخذ مفهوم الزكاة عن اليهودية، إذ قال: (وعلماء الإسلام يفسرون كلمة (زكاة) في العربية بأنها تعني


(١) مونتغمري وات: محمد في المدينة ص ٤٦٣، ٤٦٤، نقلًا عن: المرجع السابق ص ٤١٦.
(٢) نقلًا عن: سعيد عبد الفتاح عاشور: بحوث في تاريخ الإسلام وحضارته: ص ٢٨، (مرجع سابق) وانظر: جميل عبد اللَّه المصري: أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية في القرن الأول الهجري: ص ٨٣، الطبعة الأولى ١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م، المدينة المنورة عن مكتبة الدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>