غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنّة منه، فيكون محمودًا فيما ردَّه من الباطل، وقال من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في ردِّه بحيث جحد بعض الحق، وقال بعض الباطل، فيكون قد ردَّ بدعة كبيرة ببدعة أخف منها، وردَّ باطلًا بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنَّة والجماعة) (١).
ويُمكن أن يفيد علماء الأُمَّة الإسلاميَّة من هذه الركيزة المنهجيَّة -التي ألمح إليها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه- في الرد على بعض المستشرقين بما قاله بعضهم الآخر، وفيما رُدَّ به على المستشرقين من غيرهم.
وخلاصة القول: إنَّ منهج الإسلام في مواجهة الاستشراق والمستشرقين من علماء الأُمَّة الإسلاميَّة وباحثيها ومفكريها محدد المعالم، راسخ الأسس، واضح السمات، ملائم للتطبيق، يكشف الزيف، ويهدم الباطل للتي هي أقوم.
* * *
(١) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: ٣/ ٣٤٨، (مرجع سابق).