للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرعد: ١٦]، وقال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (٢١) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: ١٩ - ٢٢].

٢ - اصطفى اللَّه من بني آدم صفوة من الناس هم الأنبياء والرسل صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: ٣٣]، وقال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: ٧٥].

٣ - فضل اللَّه بعض الرسل على بعض كما في قوله: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: ٢٥٣].

قال المفسرون في قوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}: (يعني محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-) (١). والأدلة على ذلك من الكثرة بمكان منها قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أعطي من الآيات ما مثله أومن أو آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه اللَّه تعالى إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تبعًا يوم القيامة" (٢). وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فُضِّلْتُ على الأنبياء بستٍّ: أُعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأُحلَّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وخُتِمَ بي النَّبِيُّون" (٣).


(١) البغوي: معالم التنزيل: (١/ ٣٠٨)، (مرجع سابق).
(٢) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (٤/ ١٣٨، ١٣٩)، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب [١]، ترتيب: محمد فؤاد عبد الباقي (مرجع سابق).
(٣) أخرجه مسلم: صحيح مسلم: (١/ ٣٧١)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب [٥٢٣]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
وجاء الحديث عند البخاري برواية أخرى عن جابر بن عبد اللَّه: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيُّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم =

<<  <  ج: ص:  >  >>