للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والروم" إلى قوله: "فلا تفعلوا" (١).

قال ابن تيمية: (ففي هذا الحديث: أنه أمرهم بترك القيام الذي هو فرض في الصلاة، وعلَّل ذلك بأن قيام المأمومين مع قعود الإمام يشبه فعل فارس والروم بعظمائهم في قيامهم وهم قعود. . . وهذا تشديد في النهي عن القيام للرجل القاعد. . . فهل بعد هذا في النهي عن مشابهتهم في مجرد الصورة غاية) (٢).

- حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، عن النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّهُ قال: "لا يزال الدين ظاهرًا ما عجَّلَ الناسُ الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يوخرون" (٣).

قال ابن تيمية: (وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى، وإذا كان مخالفتهم سببًا لظهور الدين، فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين اللَّه على الدين كله، فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة) (٤).

هذه من أبرز الأحاديث التي وردت في النهي عن التشبه بالكفار في مسائل العبادات، وهناك أحاديث كثيرة غيرها تعزز ذلك النهي، وتتناول جزئيات كثيرة تتعلق بالصلاة والطهارة والأذان والصيام والإفطار والسحور


(١) صحيح مسلم: (١/ ٣٠٩)، كتاب الصلاة، باب (١٩)، رقم الحديث (٤١٣)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مرجع سابق.
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم: (١/ ١٩٨)، المرجع السابق نفسه.
(٣) أخرجه أبو داود: سنن أبي داود: (٢/ ٣١٥)، كتاب الصوم، الحديث رقم (٢٣٥٣)، مرجع سابق، وأخرجه ابن ماجه: سنن ابن ماجه: (١/ ٥٤٢)، كتاب الصيام، الحديث رقم: (١٦٩٨)، بلفظ: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون"، قال: (إسناده صحيح على شرط الشيخين. . .).
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم: (١/ ١٨٢)، تحقيق: ناصر بن عبد الكريم العقل، المرجع السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>