للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونتيجة لهذا القياس (فإنه يظهر لك الفرق العظيم بينهما، ويتبين لك أنه لا أحسن من صبغة اللَّه، وفي ضمنه أنه لا أقبح ممن انصبغ بغير دينه) (١).

ويظهر بعد آخر من هذا القياس والمقارنة وهو ضرورة التميز في شخصية الأمة الإسلامية والاتصاف بتلك الصفات الكريمة والخلال الحميدة والبعد عن مرذولات الأخلاق ومساوئ الصفات لكي تجسد الأمة الإسلامية القدوة الحسنة في نفسها، ويتضح للآخرين من حالها ما يجذبهم إليها، ويجعلهم يقصدونها، ويأتمون بها.

إذن فتميز الأمة الإسلامية بالغ الضرورة لتجسيد القدوة وإظهارها للبشرية قاطبة. . ذلك التميز الشمولي المتكامل في مظهرها، وفي مضمونها وفي سمتها، وفي سلوكها.

يقول عمر عودة الخطيب في ذلك: (إن المسلمين الذين اختصهم اللَّه برحمته، ومنّ عليهم بفضله العظيم، فكانوا حملة الأمانة الإلهية، والأمة الوسط الشهداء على الناس مدعوون -دائمًا- إلى أن يلتزموا المنهج الإسلامي الكامل في العقيدة والفكر، والقول والعمل، والاجتماع والأخلاق، وكل شأن من شؤون الحياة. . . مدعوون -بحكم هذا المنهج- أن يعتصموا بحبل اللَّه، ويتبعوا هداه ويعتزوا بشخصيتهم الإسلامية الفريدة التي بها سادوا، وبها يسودون) (٢).

ولعل في سؤال الرجل الذي قال للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يا رسول اللَّه كيف يرفع العلم وقد أُثْبِتَ في الكتاب ووعته القلوب؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن كنت


(١) المرجع السابق نفسه: (١/ ١٥١).
(٢) لمحات في الثقافة الإسلامية ص: (٨٢، ٨٣)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>