للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما مدلول الشرق والغرب في الإسلام فإن الذي يحدده جزيرة العرب مهد الإسلام ومهبط الوحي، فما كان شرقها فهو المشرق والشرق، وما كان غربها فهو المغرب أو الغرب، وهذا ما درجت عليه الأمة الإسلامية في تاريخها القديم والحديث (١)، إلا أَنَّه شاع في العصر الحاضر (مصطلح الشرق الأوسط كمصطلح جغرافي وسياسي حتى شعوب العالم الإسلامي اعتادت هذه التسمية التي أطلقها عليهم الآخرون، مع أن المقصود بها وبالشرق الأدنى والشرق الأقصى تقسيم العالم الشرقي إلى أقسام حسب البعد والقرب من أوروبا. . . والذي يتحكم في تحديد هذه المسميات هي المصالح الغربية والمطامع السياسية وفقًا للظروف التاريخية ومراكز القوى الدولية) (٢).

ويؤكد بعض الباحثين أن مصطلح الشرق الأوسط يراد به (العالم الإسلامي منطقة جغرافية استراتيجية خاضعة لنفوذهم (أي: الغرب ومن خلفهم الصهيونية العالمية) مجردة من المقومات الذاتية للأمة الوسط أي الأمة الإسلامية، والتي تنبع من الإسلام ذاته عقيدةً وتاريخًا وحضارةً) (٣).


= المصطلح إلى المسيحية والإسلام غير أنه يرد مسمى المسيحية اعتراض، وقد سبق الإشارة إلى ذلك. وأما اختياري مسمى الغرب مقابل الإسلام فلكون على الغرب: (أصبح في حقيقته فكرة أيديولوجية أكثر منها فكرة جغرافية)، كما قال سيرج لاتوش: تغريب العالم ص: (٣٢)؛ ترجمة خليل كلفت، عرض: سعيد الكفراوي، عن العربي الكويتية ص: (١٩٨)، العدد: (٤٣٠)، ربيع الأول: (١٤١٥ هـ - سبتمبر ١٩٩٤ م).
(١) انظر: إبراهيم أنيس وآخرين: المعجم الوسيط: (١/ ٤٨٠)، مادة (شرقت)، مرجع سابق.
(٢) انظر: محمود رياض: الشرق الأوسط في التطبيق الجوبوليتكي والسياسي ص: (١٩)، الطبعة الأولى: (١٩٧٤ م)، عن دار النهضة العربية - بيروت.
(٣) توفيق محمد الشاوي: الشرق الأوسط والأمة الوسط ص: (٤، ٥)، الطبعة الأولى: (١٤١٤ هـ/ ١٩٩٣ م)، عن دار الزهراء للإعلام العربي - مصر. وأشار محمد محمود =

<<  <  ج: ص:  >  >>