للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحركة الاستشراقية منذ نشأتها بصفتهم الغربية لا بصفتهم اليهودية لأسباب دينية وسياسية حققوا من أهدافه القريبة والبعيدة ما حققوا فإنه يوجد اليوم جناح ضخم من الاستشراق الصهيوني قوامه (ردنسون) و (برنارد لويس)، يركز هذا النوع من الاستشراق اهتماماته بقضايا زرع الأمة اليهودية في قلب العالم الإسلامي، وما يتطلب ذلك من دراسات وأبحاث وبرامج وخطط لإضعاف الأمة الإسلامية وإذابة تميزها، ومن ثم إسكات تاريخها واحتوائها والتحكم في حاضرها ومستقبلها.

ومن أبرز هذه القضايا البحث والدراسة في تاريخ فلسطين والأنبياء -عليهم السلام- (إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق) وتاريخ القدس والعرب واليهود، وتفسير هذا التاريخ بما يتفق والمطامع الصهيونية والعقائد اليهودية (١).

هـ - على الرغم من ظهور دراسات معتدلة وظهور النزعة العلمية في دراسات بعض المستشرقين مثل (أنا ماري شميل) و (جاك بيرك) وغيرهما، إلا أن هذا الاتجاه وتلك النزعة تنحصر في أفراد قلائل من ناحية وفي مسائل محدودة من ناحية أخرى.

أما المسار العام للحركة الاستشراقية وكتابات المستشرقين فإنه لا زال معاديًا للإسلام.

و- مهما ضعف الاستشراق ومهما قيل عن تراجع دراسات المستشرقين أو توقفها فإن ما تم إنجازه عبر قرون من الزمان يعد ذلك -في حد ذاته بصرف النظر عن التحولات في مسار الدراسات الاستشراقية- مرجعية فكرية للغرب يصدر عنها في مواجهة الأمة الإسلامية وقضاياها، ويعتمد عليها وقت الحاجة بشتى الطرق وعلي جميع الأصعدة.


(١) انظر: المرجع السابق نفسه ص: (٣٠٩ - ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>