للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - عقد إميل در منغم في كتابه (حياة محمد) فصلًا بعنوان: النصرانية والإسلام، تطرَّق فيه إلى القول: (استطاع محمد أن يتعوف بعدد غير قليل من النصارى بمكة كالموالي الذين كان أكثرهم من الأحباش وبأناس من الروم والأقباط وعرب القبائل النصرانية، وكان يجلس في الغالب بالقرب من جَبْر الرومي (١)، الذي كان يصنع هو ورفيقه يَسَار الرومي السيوف) (٢).

ثم يحاول أن يستقصي منافذ النصرانية إلى مكة المكرمة، وكأنه بأسلوب غير مباشر يود أن يشكل إطارًا لتأثر الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بالعقائد النصرانية، ويتوغل في هذا الإيحاء بقوله: (. . . وفرق النصرانية الضالة هي التي كان محمد شاهدًا عليها، وهو الذي لم يعرف غيرها، والمسائل الكثيرة المشكوك فيها كان مصدرها ما أدخله اليهود إلى التلمود وغيره مِمَّا عرفه (حضريو) جزيرة العرب وأعرابها وشعراء صحرائها، وفي القرآن مطابقة لرؤيا آدم وكهف الكنوز وكتاب أخنوخ (إدريس) وإنجيل يعقوب الأول وقصص القديسين وإنجيل برنابا وقصة خلق عيسى الصبي للطير من الطين، ولابد أن يكون ورقة بن نوفل وأمثاله على علم بهذا الأدب المشكوك فيه) (٣).


(١) وردت في اسمه أقوال عديدة منها:
أ- قيل: (بلعام) وكان قينًا نصرانيًا.
ب- وقيل اسمه (يعيش) وكان غلافا لبني المغيرة. . وهو الذي نسب إليه كفّار مكة أنَّه يعلم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- القرآن الكريم؛ (سيأتي ذكر ذلك في خصيصة الربانية)؛ انظر هذه الأقوال لدى: الطبري ١٤/ ١١٩ مجلد [٧]، وابن كثير ٢/ ٥٨٦، وابن هشام: السيرة النبوية ص ٢٧٠، ٢٧١، وابن تيمية: الجواب الصحيح. . ١/ ٤٠٥ (مراجع سابقة).
(٢) حياة محمد: ص ١٢٥، بتحقيق: عادل زعيحر، الطبعة الثانية ١٩٨٨ م عن المؤسسة العربيَّة للدراسات والنشر، بيروت.
(٣) إميل دِر منغم: حياة محمد: ص ١٣٧، ترجمة: عادل زعيتر، (مرجع سابق)

<<  <  ج: ص:  >  >>