تعالى:{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: ٤٢]، إنَّ المتتبع لمنهج (جولدزيهر) يلمس هذا التلبيس والكتمان فهو ينتزع عقيدة الإسلام من مجريات التاريخ الإسلامي في القرنين الأولين مع التركيز على مقولات الفرق الضَّالَّة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يخفي بطريقة ماكرة منهج السلف الصالح وما كانوا عليه من عقيدة التوحيد الخالص. . وقد سلك هذا المسلك عند دراساته للحديث النبوي الكريم، وسيأتي مزيدٌ من الرد عليه لاحقًا (١)، بيد أنَّ ما كتمه (جولدزيهر) هو تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة المرتكز على عقيدة التوحيد التي أخفق فيها اليهود والنصارى وهدى اللَّه إليها الأُمَّة الإسلاميَّة.
* * *
(١) انظر: الفصل الثاني: موقف المستشرقين من خصائص التميُّز: موقفهم من خصيصة الربانية.