للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بأن التاريخ حفظ أسماء الأشخاص الذين أسهموا في الحركة العلمية الإسلامية التي بدأت منذ صدر الإسلام، وكان من بين هؤلاء نفر من اليهود شاركوا في تلك النهضة العلمية، ولكننا لا نعثر على فقيه إسلامي واحد كان من أصل يهودي، أو تثقف بالثقافة اليهودية، كما أن الذين أسلموا من علماء اليهود لم يكن من بينهم من تخصص في دراسة التلمود، حتى يكون هذا مسوغًا للظن بأن التراث اليهودي في مجال التشريع قد انتقل إلى المسلمين عن طريق هؤلاء العلماء) (١).

٢ - يرد على ما نقله (بروكلمان) عن بعض المستشرقين: (من أن الشيباني قد تأثر في تبويبه للفقه الإسلامي بكتاب المنشا اليهودي) (٢)؛ بأن الإمام الشيباني (دون الفقه على منهج علمي لم يسبق إليه. . وما كان يعرف إلا العربية وقد توفي رحمه اللَّه سنة (١٨٩ هـ)، ومن الثابت تاريخيًا أن الفقهاء المسلمين خلال القرون الثلاثة لم يطلعوا على التراث اليهودي؛ لأنه كان مكتوبًا بلغة غير عربية، وما كان الإمام محمد يعرف إلا العربية، وبذلك تصبح دعوى تأثر هذا الإمام في ترتيب كتبه بمنهج المشنا باطلة، وليست غير وهم سيطر على مخيلة القائلين بها) (٣).

٣ - أما أقوال (بوسكة) فإنَّها جاءت بعد أن أثبت بصفة قاطعة عدم تأثر الشريعة الإسلامية وفقهها بالقانون الروماني مستدلًا بأدلة عقلية وتاريخية، وطبق في ذلك منهجًا علميًا يتسم بالجديَّة، ولو طبق ذلك المنهج وأعمل


(١) محمد الدسوقي: الاستشراق والفقه الإسلامي: ص: (٧٢٩، ٧٣٠)، (مرجع سابق)، وانظر: الركبان: دعوة تأثر الفقه الإسلامي: ص: (٨٠، ٨١)، (مرجع سابق).
(٢) انظر: بروكلمان: تاريخ الأدب العربي: (٣/ ٢٣٥، ٢٥٣)، (مرجع سابق).
(٣) محمد الدسوقي: (المرجع السابق نفسه)، ص. (٧٢٩)، وانظر: عبد الحميد متولي: الإسلام وموقف علماء المستشرقين: ص: (٦٤)، وما قبلها، ص: (٦٢، ٦٣)، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>