للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلوص والإحكام، كما أنها تعني في إطار الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة، أن يحب المسلم لإخوانه (ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم، ويرحم صغيرهم، ويوقر كبيرهم، ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم وإن ضر ذلك في دنياه، كرخص أسعارهم وإن كان في ذلك فوت ربح ما يبيع من تجارته، وكذلك يكره جميع ما يضرهم عامة، ويحب ما يصلحهم وألفتهم ودوام النعم عليهم، ونصرهم على عدوهم ودفع كل أذى ومكروه عنهم) (١).

ومما تعنيه المناصحة الإخلاص والصدق في الرأي لمن طلب المشورة وهي من حق المسلم على أخيه، كما قال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حق المسلم على المسلم ست. . . " (٢) إلى أن قال: "وإذا استنصحك فانصح له" (٣)، ويبلغ الأمر بالنصح -بداعي الأخوة- درجة الذب عن عرض الأخ المسلم والنصح له في غيابه، وفي ذلك ورد عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من حق المسلم على المسلم أن ينصح له إذا غاب" (٤)، قال ابن رجب في معناه: (ومعنى ذلك أنه إذا ذكر في غيبته بالسوء أن ينصره ويرد عنه، وإذا رأى من يريد أذاه في غيبته كفه عن ذلك) (٥).

وتعني المناصحة من جانب آخر إرشاد المسلمين لما فيه مصالحهم، (وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم وستر عوراتهم، وسد خلاتهم ونصرتهم على أعدائهم والذب عنهم ومجانبة الغش والحسد لهم وسلامة الصدور والنصح للأمة. . . وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سرًا حتى قال


(١) ابن رجب الحنبلي: جامع العلوم والحكم ص: (٩٠)، مرجع سابق.
(٢) أخرجه مسلم: صحيح مسلم: (٤/ ١٧٥٠)، الحديث رقم: [٢١٦٢]، مرجع سابق.
(٣) المرجع السابق نفسه: (٤/ ١٧٠٥)، الحديث رقم [٢١٦٢]، مرجع سابق.
(٤) أورده ابن رجب الحنبلي: المرجع السابق نفسه ص: (٩١).
(٥) المرجع السابق نفسه: ص: (٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>