للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّا اسم (مصحف) فهو من الصحيفة وهي: (التي يكتب فيها، وجمعها صحائف وصُحُفٌ. قال تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: ١٩]، {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: ٢ - ٣]. قيل: أريد بها القرآن، وجعله صُحُفًا فيها كتب من أجل تضَمُّنه لزيادة ما في كتب اللَّه المتقدمة، والمصحف: ما جُعِلَ جامعًا للصحف المكتوبة، وجمعه مصاحف) (١).

وعُرِّف القرآن الكريم بتعريفات كثيرة لدى المتكلمين وعلماء أصول الفقه والفقهاء وعلماء اللغة العربيَّة، منها قولهم بأنه: (اللفظ المنزل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس) (٢)، وقولهم: (بأنَّهُ الكلام المعجز المنزل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته) (٣)، ومنها قولهم بأنَّه: (اللفظ المنزل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، المنقول عنه بالتواتر، المتعبد بتلاوته) (٤).

وهذه التعريفات ونحوها فيها قدر مشترك بين علماء العلوم المشار إليها آنفًا، وهناك تعريفات أخرى انفرد بها بعض المتكلمين أو وضعتها بعض الطوائف والفرق الضَّالة سأطَّرِحُها، وأكتفي بما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه اللَّه- من إجماع الأُمَّة: (على أن القرآن كلام اللَّه حقيقة منزل غير مخلوق سمعه جبريل من اللَّه، وسمعه محمد من جبريل، وسمعه الصحابة من محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو الذي نتلوه بألسنتنا وفيما بين دفتين وما في صدورنا مسموعًا ومكتوبًا ومحفوظًا وكل حرف منه كالباء والتاءُ، كلام اللَّه، غير


(١) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ الفرآن: مادة (صحف)، (مرجع سابق).
(٢) محمد عبد العظيم الزرقاني: مناهل العرفان. . ١/ ١٨، (مرجع سابق).
(٣) المرجع السابق نفسه: ١/ ١٩.
(٤) المرجع السابق نفسه: ١/ ٢٠. وانظر: مناع القطان: مباحث في علوم القرآن: ص ٢٠، ٢١، الطبعة الثامنة ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م مكتبة المعارف - الرياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>