للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان تنجيم القرآن خير عون لها على حفظه وفهمه ومدارسته وتدبر معانيه، والعمل بما فيه) (١).

وقد عَوَّل هذا المنهج على حفظ القرآن الكريم في الصدور في المقام الأول، وربَّى الأُمَّة على ذلك وكان (الاعتماد على الحفظ في النقل من خصائص هذه الأُمَّة) (٢)، وفي هذا قال ابن الجزري: (إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، لا على خط المصاحف والكتب، أشرف خصيصة من اللَّه تعالى لهذه الأُمَّة) (٣).

ومِمَّا ورد في وصف الأُمَّة الإسلاميَّة لدى أهل الكتاب أنَّ (أناجيلهم في صدورهم) (٤).

ومِمَّا اشتهر عن الصحابة أنهم كانوا (يتسابقون إلى تلاوة القرآن ومدارسته، ويبذلون قصارى جهدهم لاستظهاره وحفظه، ويعلمونه أولادهم وزوجاتهم في البيوت، حتى كان الذي يصر ببيوت الأنصار في غسق الدجى، لا يسمع فيها إلَّا صوت القرآن يتلى، وكان المصطفى -صلوات


(١) مناع القطان: مباحث في علوم القرآن: ص ١١٦، (مرجع سابق). وانظر: محمد أبو شهبة المرجع السابق نفسه: ص ٦٨ - ٧٧، وانظر: الزرقاني: المرجع السابق نفسه: ١/ ٤٨ - ٥٥.
(٢) مناع القطان: المرجع السابق نفسه: ص ١١٧، وانظر: محمد أبو شهبة المرجع السابق نفسه: ص ٣٥٢، ولمزيد الاطلاع على العوامل المساعدة على حفظ القرآن الكريم؛ انظر: المرجع السابق نفسه ص ٣٥٤ - ٣٧٦.
(٣) نقلًا عن مناع القطان: المرجع السابق: ص ١٢٣، وقد عزاه إلى كتاب ابن الجزري: النشر في القراءات العشر (ولم أتمكن من الرجوع لقوله فيه).
(٤) نقلًا عن ابن تيمية: فتاوى شيخ الإسلام. . . ١٣/ ٤٠٠، (مرجع سابق)، وانظر: الزرقاني: مناهل العرفان: ١/ ٢٣٥، (مرجع سابق). وانظر: محمد أبو شهبة: المرجع السابق نفسه: ص ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>