للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن كنَّا أكثر عملًا، قال اللَّه: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا. قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء" (١).

وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متقاربة يستفاد منها جميعًا بتسلية الأمة الإسلامية، وما خصَّها اللَّه به من مضاعفة الأجر والمثوبة، وكونها تستجيب لله وتحقق شرطه عليها من دون اليهود والنصارى، وكذلك مكانتها وأنَّها خاتمة الأمم، وبهذا وما قبله استبان المحور الأول من محاور صلة التميُّز بالأمة الإسلامية.

٢ - وممّا يتصل به التَّميُّز بالأمة الإسلامية معاني الفرز والانعزال والتنحي والتباعد والانفراد والمخالفة، ويتضح ذلك في الأوجه الآتية:

أ- البعد عن خطوات الشيطان، قال اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: ٢١].

وقال اللَّه تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: ١٦٨]

وقال اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ


(١) أخرجه البخاري في صحيحه: (١/ ١٣٩)، كتاب مواقيت الصلاة، باب: [١٧]، وأورده بروايات عديدة، منها:
- ما ورد في كتاب فضائل القرآن - باب: [١٧]، (٦/ ١٠٧).
- ما ورد في كتاب الأنبياء - باب: [٥٠]، (٤/ ١٤٥).
- ما ورد في كتاب الإجارة - باب [٩]، (٣/ ٥٠)، والباب: [٨]، ص: (٤٩)، والباب: [١١]، ص: (٥٠)، (المرجع السابق نفسه).
وانظر مسند الإمام أحمد: (٦/ ٢٣٥، ٢٣٦)، الحديث رقم: (٤٥٠٨)، بتحقيق: أحمد شاكر، عن دار المعارف بمصر: (١٣٧٠ هـ - ١٩٥٠ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>