للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومِمَّا ورد عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في وجوب الأخذ بالسُّنَّة أحاديث كثيرة؛ لعل من ألصقها بهذا السياق ما ورد من قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ألفينَّ أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري، مِمَّا أمرتُ به، أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب اللَّه اتبعناه" (١).

وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم [لحم] الحمار الأهلي ولا أكل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه" (٢)، وقد وردت لهذا الحديث روايات أخرى جاء في بعضها: "وإن ما حرم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مثل ما حرَّم اللَّه" (٣).

ثُمَّ إنَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يؤى في وصاياه لأُمَّته على الالتزام بالكتاب والسُّنَّة، وكان يقول: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب اللَّه وسنتي" (٤)، ويقول: "فإن خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي [محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-]، وشر الأمور محدثاتها. . . " (٥).


(١) أخرجه أبو داود: سنن أبي داود ٤/ ١٩٩، الحديث رقم (٤٦٠٥)، (مرجع سابق).
(٢) أخرجه أبو داود: سنن أبي داود ٤/ ١٩٩، الحديث رقم: (٤٦٠٤)، (مرجع سابق).
(٣) أخرجه الإمام أحمد: مسند الإمام أحمد ٤/ ١٣٢ الحديث رقم: (١٦٧٤)، ترتيب: دار إحياء التراث العربي: ٥/ ١١٨، ١١٩، (مرجع سابق)، وانظر: الشافعي: الرسالة: ص ٩٠ (مرجع سابق). وانظر: عبد الغني عبد الخالق: حجيَّة السنة: ص ٣٠٨ - ٣٣٨، (مرجع سابق).
(٤) سبق تخريجه في مقدمة البحث: ص ٢٢.
(٥) أخرجه مسلم: صحيح مسلم ٢/ ٥٩٢، الحديث رقم [٨٦٧]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق). وانظر: ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله ٢/ ١١٦١ الحديث رقم [٢٣٠٠]، تحقيق: أبي الأشبال، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>