للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إنَّ الأشعار المنسوبة إلى أُمَيَّة في أخبار القرون الأولى وما شابه ذلك ليست له، بل نحله الرواة إيَّاها. . فيها الصنعة. . وفيها ضعف المولدين. . وليس فيها قوة الجاهليين) (١).

هذه أبرز الردود على مقولة المستشرقين في هذا الصدد، أمَّا ما يتعلق بمزاعمهم عن التشابه بين القرآن الكريم وبعض عادات الجاهليَّة وتقاليدها ونظمها فقد سبق الرد عليها (٢).

٨ - تناول محمد عبد اللَّه دراز جميع الافتراضات المتعلقة باحتمال وجود مصدر بشري للقرآن الكريم، وناقشها مناقشة علميَّة أظهر من خلالها زيف تلك الافتراءات وبطلانها، وقال إنَّ: (جميع سبل البحث التي وقعت تحت أيدينا وناقشناها ثبت ضعفها، وعدم قدرتها على تقديم أيِّ احتمال لطريق طبيعي أتاح له -يقصد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فرصة الاتصال بالحقائق المقدسة، [وعلى الرغم من] الجهد الذهني الذي نبذ له لتضخيم معلوماته السمعية، ومعارف بيئته، فإنَّه يتعذر علينا اعتبارها تفسيرًا كافيًا لهذا البناء الشامخ من العلوم الواسعة والمفصلة التي يقدمها لنا القرآن الكريم في مجال الدين والتاريخ والأخلاق والقانون والكون. . .) (٣).

٩ - اعترف بعض الغربيين بإعجاز القرآن الكريم، وأنَّ مصدره إلهي، وقال: (لو كان محمد مؤلف القرآن فكيف استطاع في القرن السابع من


(١) المرجع السابق نفسه: ٤/ ٤٦٥، وانظر: تور أندريا: المرجع السابق نفسه: ٤/ ٤٦٤، غير أنَّه اتهم مفسري القرآن الأولين بالانتحال وخصَّ على سبيل المثال: السدي وابن عباس. انظر: المرجع السابق: ٤/ ٤٦٤.
(٢) انظر: مبحث العقيدة: ص ٣٦٤ - ٣٧٠، (البحث نفسه).
(٣) محمد عبد اللَّه دراز: مدخل إلى القرآن الكريم. . ص ١٦٥، (مرجع سابق)، وانظر: زقزوق: الاستشراق ص ٨٦، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>