للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسانيد التي تطمئن لها القلوب، ثُمَّ قام علماء القرن الثالث بدورهم في رواية السنة وحفظها وكتابتها وتدوينها حتى وصلت إلينا طاهرة نقية) (١).

أمَّا الوضع مهما كان كثيرًا وهائلًا؛ فإنه كان معزولًا عن حديث المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- بفضل اللَّه ثُمَّ بسبب جهود علماء الحديث، ونحن لا ننكر أنَّ هناك الكثير من الموضوعات التي نسبت إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يكن ذلك خافيًا في عصر من العصور على علماء المسلمين (٢)، فقد طبق علماء الحديث منهجًا نقديًّا شرعيًّا أفاد منه النقد التاريخي، واعترف المنصفون بأن منهج علماء الحديث في نقد الرواة، وبيان حالهم؛ يعد تاجًا على رأس الأُمَّة الإسلاميَّة (٣).

(ولعلماء الحديث باع طويل في نقد الرواة) (٤). . قيل ليحيى بن سعيد القطان: (أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند اللَّه -عز وجل-؟ قال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إليَّ من أن يكون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خصمي، يقول لي: لِمَ لَمْ تذب الكذب عن حديثي. . .) (٥)، وكان ابن المبارك يقول: (بيننا وبين القوم القوائم) (٦)؛ يعني الإسناد، ويقول:


(١) محمد محمد أبو زهو: الحديث والمحدثون (أو عناية الأمَّة الإسلاميَّة بالسنّة النبوية): ص ٣٠١، ٣٠٢، (مرجع سابق)، وانظر: محمد أسد: الإسلام على مفترق الطرق، ترجمة: عمر فروخ: ص ٩٦، (مرجع سابق).
(٢) انظر: زقزوق: الاستشراق. .: ص ١٠٢، (مرجع سابق).
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ١٠٢ - ١٠٣.
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ١٠٣.
(٥) السيوطي: تحذير الخواص عن أكاذيب القصاص: ص ١١٩، تحقيق: محمد الصباغ، الطبعة الثانية ١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م، عن المكتب الإسلامي - بيروت، وانظر: محمد لقمان السلفي: اهتمام المحدثين. .: ص ٦٦، (مرجع سابق).
(٦) رواه الإمام مسلم: في مقدمة صحيحه ص ١٥. . (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>