للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يجلي وسطية الأُمَّة في هذا الباب ولاسيما أنّه قارنها بمعتقدات الأمم الأخرى التي تقف على أطراف منحرفة عن الحق كقوله: (فإنَّ بعضًا منهم يعتقدون القول بالتناسخ وبعضهم يعتقد أن انقلاب النفس إلى حالة الضياء والنور هو الثواب، وانقلابها إلى ضده هو العقاب، وبعضهم يعتقد أن تخلص الأرواح من الأجساد هو الثواب، وضده هو العقاب) (١).

ثُمَّ يعقب على ذلك بقوله: (ثُمَّ الذي بني عليه الإسلام هو: أن العالم منقض بالساعة التي هي آتية لا ريب فيها، وأن اللَّه تعالى يعيد الأرواح إلى أجساد الموتى، على تركيب تتحد به قُوَّتَا: الحس والعقل، فتعرف الأنفس بقوة العقل أحوالها التي مضت عليها في حال الدنيا، وما اكتسبت من حسنة وسيئة، وتدرك بقوة الحس اللذات التي تتمتع بها، والآلام التي تتعذب بها، وأن الثواب لا محالة يقع في جنس المُلِذِّ، والعقاب في جنس المؤلم، وأن كيفيتها لن تدرك إلَّا بأن يجعل لها عيارٌ مهما شهدته الحواس من أجناس المُلذّات والمؤلمات) (٢).


(١) المرجع السابق: ص ١٣٣، ١٣٤، وانظر: الشهرستاني: الملل والنحل ٢/ ٦٠٦، (مرجع سابق). وانظر: ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل ١/ ١٦٥ - ١٦٩، تحقيق: محمد إبراهيم نصر وآخر، طبعة دار الجيل، بيروت، (بدون تاريخ).
(٢) أبو الحسن العامري: الإعلام بمناقب الإسلام: ص ١٣٤، ١٣٥، (مرجع سابق). وانظر: أبو الحسن الأشعري: مقالات الإسلاميين، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد ١/ ٣٤٥ - ٣٥٠، طبعة ١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م، عن المكتبة العصريَّة - بيروت. وانظر: محمد السفاريني الحنبلي: لوامع الأنوار البهيَّة وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرَّة المضيَّة في عقيدة الفرقة المرضية، بتعليقات: عبد الرحمن أبا بطين وسليمان بن سحمان ٢/ ١٥٧ - ٢٥٦، عقد السفاريني فصلًا في أمر المعاد وتحدث فيه عن البعث والنشور، وأتبعه بمباحث عن اليوم الآخر والجنَّة والنار والصراط والشفاعة ورؤية الرب جل وعلا، وما له صلة بالحساب والثواب والعقاب، ونحو ذلك من الأمور المغيبة التي وردت عن اللَّه وبلغها رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- عن طريق الوحي. وانظر: أبا بكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>