للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: (إدوارد روز): (إنَّ المعرفة بالمحمديَّة (يعني الإسلام والأُمَّة الإسلاميَّة) التي تملكها أوروبا منذ قُرون قائمة على أساس التقارير المشوهة والمغلوطة كليًّا، التي أعدها المسيحيون، وهذا هو الأمر الذي أدَّى إلى نشر الأكاذيب والافتراءات المتنوعة حول المحمديَّة فكل خير وجدوه في المحمديَّة أخفوه تمامًا، وكلَّ شيء لم يكن محمودًا في عين أوروبا كبروه وبالغوا في بيانه أو شوهوا صورته في التعبير عنه) (١).

ويقول باحث آخر: (إنَّ الحضارة الأوروبية المعاصرة تستند في تكوينها العقلي إلى حدٍّ كبير على حركات فكريَّة تتابعت في تاريخها الحديث مثل (النهضة الأوروبية) و (الإصلاح الديني) و (حركة التنوير)، وقد زادت هذه الحركات من رسوخ ملامح الصورة المشوهة التي كونتها أوروبا عن الإسلام في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وذلك كنتيجة لترديد التهم الباطلة التي ألصقت بالإسلام ونبيه وكتابه المقدس) (٢).

ويستشهد على ذلك بعدّة أعمال أنجزها رواد الفكر والمعرفة في الغرب عن الإسلام والأُمَّة الإسلاميَّة، وكانت متأثرة بتلك الثقافة اللَّاهوتية المشوهة الشائنة، منها:

أ- ما قام به (دانتي) الذي قال عنه: (فدانتي الشاعر الإيطالي المشهور، وأحد أعمدة حركة النهضة، صور الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد أُلقِيَ في الدرك الثامن والعشرين من جهنَّم، وقد شطر إلى نصفين من رأسه إلى منتصفه، وصوره وهو ينهش بيديه في جسمه، عقابًا له على ما اقترف من فظائع وآثام، وسبب من شقاق؛ ولأنَّه في رأيه تجسيد


(١) نقلًا عن: محمد عبد الفتاح عليان: أضواء على الاستشراق: ص ٦٢، وقد عزا ذلك إلى (ص ١٧٧ من ترجمة القرآن لجورج سيل، طبع نيويورك ١٩٥٦ م).
(٢) عرفان عبد الحميد: المستشرقون والإسلام: ص ١٥، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>