للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمل، فإذا وافق عمله مراد المعبود كان طاعةً وقربة، وإذا خالف مراده كان معصية.

وقد جاء تعريف العبادة بصفة شاملة وواضحة في قول شيخ الإسلام ابن تيمية: (العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة) (١)، ثُمَّ شرح هذا الشمول وذلك العموم وما يتناوله من أنواع العبادات؛ فقال: (فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة) (٢).

وإذا كانت هذه الأنواع تشتمل على الأفعال والأقوال الظاهرة؛ فإنَّه يضيف إليها أنواعًا أُخرى من الأعمال الباطنة، ويقول: (وكذلك حب اللَّه ورسوله وخشية اللَّه، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف لعذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة) (٣).

أما تعريف العبادة بصفة خاصَّة فهي: (الأعمال الخاصَّة المحدَّدة (من اللَّه) التي كُلِّف العبدُ بالقيام بها كتمرين عملي له على الخضوع الكامل) (٤)،


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٠/ ١٤٩، (مرجع سابق).
(٢) المرجع السابق نفسه ١٠/ ١٤٩.
(٣) المرجع السابق نفسه ١٠/ ١٤٩.
(٤) محمد أبو الفتح البيانوني: العبادات وخصائصها وآثارها ص ٤، (المرجع السابق نفسه) وانظر: أبو الأعلى المودودي: المصطلحات الأربعة في القرآن الكريم: ص ٩٥ - ١١٥، الطبعة الثامنة، ١٤٠١/ ١٩٨١ م، عن دار القلم، الكويت.

<<  <  ج: ص:  >  >>