للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل ما يعرضهم لغضب الرب وعذابه) (١)، وسلك الصحابة الكرام وسلف الأُمَّة الصالح هذا المسلك متأسين برسولهم -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقد (حفظ تاريخ الدعوة الإِسلاميَّة المشرق مواقف السلف من هذه الأُمَّة من الصحابة ومن بعدهم -رضي اللَّه عنهم-، وهي تدل على تحمسهم البالغ للدعوة الإِسلاميَّة، وحرصهم الشديد على إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتعليمهم الكتاب والحكمة. . كانوا يبدؤون بدعوة الأعداء إلى الإِسلام قبل القتال معهم، كما كانوا يحثونهم على قبوله، ويفرحون عند استجابتهم لذلك، ويتأسفون ويحزنون لإعراضهم عنه. . بل كان الدعاة والمعلمون يُبْعَثُون إلى البلاد المفتوحة لنشر الإِسلام، وتفقيه الناس أمور دينهم) (٢).

والدعوة على هذا النحو تسهم في تحقيق تميُّز الأُمَّة الإِسلاميَّة وهو ما اتسم به تاريخ الإِسلام وحضارته، وقد شهد بذلك بعض المنصفين من الغربيين مثل (سير توماس أرنولد) الذي ألف كتابًا وأسماه (الدعوة إلى الإِسلام)، وقال فيه: (إنَّ الذي دفع المسلمين إلى أن يحملوا رسالة الإِسلام معهم إلى شعوب البلاد التي دخلوها، وجعلهم ينشدون لدينهم بحق مكانًا بين ما نسميه أديان الرسالة لهي حماسة من ذلك النوع، من أجل صدق عقيدتهم، وليس موضوع هذا الكتاب، إلَّا صورة من تاريخ ظهور هذه الحماسة في تبليغ الدعوة، ودواعي وألوان نشاطها) (٣).


(١) فضل إلهي؛ الحرص على هداية الناس: ص ١٨، ١٩، الطبعة الأولى ١٤١١ هـ - ١٩٩١ م، عن مكتبة المعارف - الرياض، وانظر: المرجع نفسه: ص ٢٠ - ٤٠، نماذج من أحوال دعوة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأساليبها ووسائلها، ومَنْ توجَّه إليهم بالدعوة ومراحلها.
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٤١، وانظر: تطبيقات السلف في الصفحات: ٤٢ - ٨٣، المرجع السابق نفسه.
(٣) الدعوة إلى الإِسلام: ص ٢٥، ترجمة حسن إبراهيم حسن وآخرين، (مرجع سابق)، وانظر: عماد الدين خليل: قالوا عن الإِسلام: ص ٢٦٥، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>