للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- ويقول (ساذرن) عن المنهج الاستشراقي في العصور الوسطى ويطلق عليها اسم عصر الجهالة: (إن الشيء الوحيد الذي يجب أن لا نتوقع وجوده في تلك العصور هو الروح المتحررة الأكاديمية، أو البحث الإنساني الذي يتميز به الكثير من البحوث التي تناولت الإسلام في المئة سنة الأخيرة) (١).

د- ويقول (مونتجمري وات): (منذُ القرن الثامن عشر جد الباحثون من أجل تقديم الصورة المشوهة التي تولدت في أوروبا للإسلام، ولكن رغم الجهد العلمي المبذول فإنَّ آثار الموقف المجافي للحقيقة والتي ولدتها كتابات القرون الوسطى في أوروبا لا زالت قائمة، فالبحوث والدراسات الموضوعية لم تقدر بعد على اجتثاثها كليّا) (٢).

هـ - ويقول مستشرق آخر: (على الرغم من المحاولات الجدية المخلصة التي بذلها بعض الباحثين في العصور الحديثة للتحرر من المواقف التقليدية للكتاب المسيحيين من الإسلام؛ فإنهم لم يتمكنوا أن يتجردوا كليًّا عنها كما يتوهمون) (٣).

و- وعن رسوخ النزعة المعادية للإسلام في صفوف المستشرقين وعبر طبقاتهم يقول أحد المستشرقين: (ولقد قامت في صفوفهم في السنوات الأخيرة محاولة إيجابية تحاول النفاذ بصدق وإخلاص إلى أعماق الفكر الديني للمسلمين، بدل السطحية الفاضحة التي صبغت دراساتهم السابقة، ولكن (على الرغم) من ذلك فإنّ التأثر بالأحكام التي صدرت مسبقًا على


(١) سازرن: نظرة الغرب إلى الإسلام في القرون الوسطى، ترجمة علي فهمي خشيم وغيره نقلًا عن زقزوق: الاستشراق. . ص ٢٣، (مرجع سابق).
(٢) عرفان عبد الحميد: المستشرقون والإسلام: ص ٤، ٥، (مرجع سابق).
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>