للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحو ذلك من الدراسات في كل ما يتعلق بالإِسلام والمسلمين، ويكشف ذلك كثير من الدراسات التي ركزت على نقد منهجية مستشرق بعينه أو صنف من المستشرقين حسب جنسياتهم، أو فتراتهم التاريخية، أو انتماءاتهم العقيدية والسياسية، فهذه الدراسات على اختلاف موضوعاتها ودارسيها من المستشرقين تبين قدرًا مشتركًا من منهجهم حينما يكتبون عن الإسلام وعلومه وتاريخ أمته يتفق مع ما توصل إليه الناقدون من العرب والمسلمين.

ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره عماد الدين خليل في نقده لمنهج المستشرق البريطاني المعاصر (مونتكمري وات) في دراسة السيرة النبوية، فهو يقول: (نعم. . ثمة فرق بين مستشرق وآخر. . . ونحن إذا قارنا (وات) بـ (لامانس) مثلًا أو حتى بـ (فلهوزن)، وجدنا هوة واسعة تفصل بين الرجلين. . يقترب أولهما حتى ليبدو أشد إخلاصًا لمقولات السيرة من أبناء المسلمين أنفسهم. . ويبَعد ثانيهما حتى ليبدو شتامًا لعانًا وليس باحثًا جادًّا يستحق الاحترام، ومع ذلك فهو فرق في الدرجة وليس في النوع) (١).

ويبدو أن الناقد اختار (مونتغمري وات) في بحثه؛ لأنه -كما يرى- أكثر المستشرقين حيادية (٢)، فقد خلص مع ذلك إلى النتيجة الآتية: (فإذا بنا نقف على بعض جوانب الخلل في منهج العمل. . نزعة نقدية مبالغ فيها تصل إلى حد النفي الكيفي، وإثارة الشك حتى في بعض المسلمات، تقابلها نزعة افتراضية تثبت بصيغة الجزم والتأكيد ما هو مشكوك بوقوعه


(١) عماد الدين خليل: المستشرقون والسيرة النبوية، بحث مقارن في منهج المستشرق البريطاني المعاصر (مونتغمري وات)، مناهج المستشرقين في الدراسات العربيَّة والإِسلامية ١/ ١٩٣، (مرجع سابق).
(٢) المرجع السابق نفسه: ١/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>