للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأيدي الطغاة والمتعصبين، إنَّما كانت ناتجة من بعض ظروف خاصَّة وإقليمية، أكثر من أن تكون منبعثة عن مبدأ مقرر من التعصب) (١).

وعلى الرغم من ذلك فإنَّ المناخ الفكري الذي ظهر فيه كتاب (الدعوة إلى الإسلام لسير توماس أرنولد)، يؤكد أنَّ إظهار جانب الدعوة في انتشار الإسلام، وإضعاف جانب الجهاد، كان يحقق للمستعمرين أهدافًا ضد الأُمَّة الإسلاميَّة، وينال من سيادتها وهويتها المتميِّزة، فقد ظهر هذا الكتاب (في سنة ١٨٩٦ م،. . . . وقبل ذلك بثماني سنوات، كان قد ترك (كمبردج) ليشغل منصبًا في الكلية الإِنجليزية الإسلاميَّة في عليكرة. . . وكانت قد تأسست حديثًا. . . وهنا وضع خطّة هذا الكتاب. . . وقد أوتي (أرنولد) موهبة لا تنكر، وكان مِمَّا جرى عليه في معظم أيام حياته، جمعه بين التوافر على الأعمال الإدارية والغيرة على البحث) (٢)، وبغض النظر عن نيَّة (أرنولد) إن كانت حسنة أو غير حسنة فإنَّ المناخ الفكري لظهور كتابه صاحب (مظهرًا فكريًّا تبناه الإِنجليز لمصلحة الاستعمار الغربي) (٣).

وقد تحدث المفكرون والباحثون عن علاقة الاستشراق بالاستعمار وعلاقتهما بالقاديانية والأحمدية، وأنهما (غرس غرسته الحكومة الإِنجليزية) (٤) -كما نقل عن القادياني-؛ وأنَّه (كتب ذلك في التماسه الذي قدمه إلى حاكم مقاطعة البنجاب الإِنجليزي في ١٤ فبراير سنة ١٨٩٨ م، وجاء نصه في كتاب: (تبليغ رسالته) من المجلد السابع لمير قاسم علي


(١) سير توماس آرنولد: الدعوة إلى الإسلام: ص ٤٦١، ٤٦٢، ترجمة حسن إبراهيم حسن وآخرين، (مرجع سابق).
(٢) انظر: نيكلسون: مقدمة الطبعة الثالثة من كتاب أرنولد: الدعوة إلى الإسلام: ص ١٥، ١٦ (المرجع السابق نفسه)، كتبها سنة ١٩٣٥ م، كامبردج.
(٣) محمد البهي: الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغرب: ص ٥١، (مرجع سابق).
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>