الفَائِدةُ السَّادِسَة: عِظَمُ العذابِ إذا كان غيرَ متَوَقَّعٍ، لقولِهِ:{وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.
الفَائِدةُ السَّابِعَةُ: تهديدُ هؤلاءِ المسْتَعْجِلينَ بالعذابِ بأنه سَيَأتِيهِمْ؛ لكنه سيأتِيهِمْ على غِرَّةٍ وبغْتَةٍ ليكونَ أشَدَّ وَقْعًا.
الفَائِدةُ الثَّامِنة: تكرارُ ما به الذَّمُّ على من يَسْتَحِقُّه، لقوله عَزَّ وَجَلَّ:{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ}، هذا إذا جَعَلَنْا {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ} الثانية تَوْكِيدًا للأُولَى، أما إِذَا حَمَلْنَا الأُولَى على عذابِ الدُّنْيَا والثانية على عَذابِ الآخِرَةِ، فلا توكيدَ فِي المسألَةِ.
الفائِدَتانِ التَّاسِعَةِ والْعاشِرَة: إثباتُ النارِ، وكذلكَ إثباتُ يومِ القيامَةِ، لقوله:{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ} وهذا قَطْعًا في النَّار ولا يكون إلا يوم القيامة.
الفَائِدةُ الثانية عشرةَ: عِظَمُ هذا العذابِ، حيث إنه يُغَلَّظُ عليهم مِنْ ناحِيَتَيْنِ: مِنَ العُلُوِّ ومن السُّفْل؛ لأنه يكون كالغِطاءِ والوِطاءِ، كأنَّهُم يُطْبَقُ عليهم بنارٍ وموقَدُ من تحتهم نارٌ، هذا عَدَا ما يأْتِيهِمْ من كلِّ جانِبٍ؛ لقولِهِ:{لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}.
الفَائِدةُ الثالثةَ عشرةَ: أن تعْذِيبَ الكفارِ جِسْمِيٌّ ونَفْسِيٌّ:
الجسمي ما يَذُوقونَهُ مِنْ أنواعِ العَذابِ، والنَّفْسِيُّ ما يحْصُلُ لهؤلاءِ المعَذَّبِينَ مِنَ التَّقْرِيعِ والتَّوْبِيخِ الذي فيه الألم النَّفْسِيُّ، والألم النفسي قد يكون أشدَّ من الألم الجِسْمِيِّ، لقولِهِ:{ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
ولا أدري كيف يتَصَوَّرُ الإنسانُ حَسْرَتَهم حين يقالُ لهم: {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ