النصوصِ الكُفرُ؛ لأن الإنسان الذي يعْتَقِدُ أن اللَّه في الأرضِ كافِرٌ مكَذِّبٌ للأدِلَّةِ العقلية والأثَرِيَّةِ الدَّالةِ على عُلُوِّ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
ولهذا الذي مَشَى عليه المُفَسِّر في تفسيِرهِ حقٌّ، فإذا قُلنا كما قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} المؤْمِنِينَ بِالنَّصْرِ والعَونِ]، صحَّ، وهذا النوعُ مِنَ المعِيَّةِ يقول أهلُ العلمِ: إنه من المعِيَّةِ الخاصَّةِ لا العَامَّة، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء اللَّه تعالى.
لو قال قائل: يمكن أن نُجِيبَ على شُبهَةِ الجهمية التي هي الجَمْعُ بين الدليلين بقولنا: إن اللَّه مَعَنَا بعِلْمِهِ؟
فالجواب: هذا ليس بصوابٍ؛ لأنهم سيَقُولونَ: قولَكُمْ يا أهلَ السُّنَّةِ: إن اللَّه مَعَنا بعِلْمِهِ تأويلٌ؛ لأن قولكُم:{وَهُوَ مَعَكُمْ}[الحديد: ٤]، أي: عِلْمُهُ معكم، خالفْتم فيه ظاهرَ اللَّفْظِ.