للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} في الدنيا بأن نوسع عليه الرزق الحلال ونيسره لصالح الأعمال ونصفِّي حياته من الهموم والآفات، وقيل: حياة في الجنة.

الحسن: الحياة الطيبة: القناعة (١).

{وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)} أي: نُجازي على الطاعة، وقيل: نُضاعفه الجزاء.

{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} أي: إذا أردت قراءته، وقيل: إذا كنت قارئاً.

{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} وقيل: فيه تقديم وتأخير، تقديره: فإذا استعذت بالله فاقرأ القرآن (٢).

ويروى عن سليم عن حمزة (٣) أنه كان يتعوَّذ بعد القراءة أخذاً بظاهر اللفظ، وتلك رواية مرغوب عنها (٤).

ومعنى فاستعذ بالله {مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)} سَلْهُ أن يعيذك من وساوس (٥)


(١) أخرجه الطبري ١٤/ ٣٥٢.
(٢) ورده الطبري ١٤/ ٣٥٧، ثم قال: (لا وجه لما قال من ذلك، لأن ذلك لو كان كذلك لكان متى استعاذَ مستعيذٌ من الشيطان الرجيم لزمه أن يقرأ القرآن).
(٣) سليم بن عيسى، أحد الرواة عن حمزة، وهو من أخص أصحابه وأضبطهم، توفي سنة (١٨٨ هـ)، أو (٢٠٠ هـ).
وأما حمزة، فهو أبو عُمارة حمزة بن حبيب الزيات، أحد القراء السبعة المعروفين، توفي سنة (١٥٦ هـ) أو (١٥٨ هـ).
انظر: «المبسوط» لابن مهران (ص ٥٩ - ٦٧)، و «تقريب التهذيب» (ص ١٧٩).
(٤) قال ابن كثير ٨/ ٣٥٣: (والمعنى في الاستعاذة عند ابتداء القراءة لئلا يلبس على القارئ قراءته ويخلط عليه ويمنعه من التدبر والتفكر، ولهذا ذهب الجمهور إلى أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة، وحكي عن حمزة وأبي حاتم السجستاني أنها تكون بعد التلاوة واحتجَّا بهذه الآية، ونقل النووي في شرح المهذب مثل ذلك عن أبي هريرة أيضاً ومحمد بن سيرين وإبراهيم النخعي، والصحيح الأول، لما تقدم من الأحاديث الدالة على تقدمها على التلاوة، والله أعلم).
(٥) في (ب): (وسواس).

<<  <   >  >>