للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: حاكماً، وقيل: حفيظاً.

الحسن: قد عدل والله عليك من جعلك حسيب نفسك (١).

ويحتمل أن التقدير: اقرأ كتابك كفى عليك بنفسك اليوم حسيباً (٢).

{مَنِ اهْتَدَى} إلى الرشاد.

{فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} فإن ثواب اهتدائه له.

{وَمَنْ ضَلَّ} عن الرشاد.

{فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} أي: فعليها وبَالُ الضَّلال.

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} لا تحمل الوازرة المتثاقلة بالذنوب ذنب نفس أخرى.

والمعنى: لا يُؤْخَذُ (٣) أحَدٌ بذنبِ غيره.

وقيل معناه: ليس لأحد أن يعمل ذنباً لأن غيره عمله.

وشَبَّهَ حَمْلَ معصية الله المؤدية إلى النار بالوزر، وهو الحمل الثقيل.

{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ} قتادة: عذاب الآخرة (٤).

مقاتل: عذاب الاستئصال في الدنيا (٥).

{حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (١٥)} يبين التوحيد والشرع.

وقيل: يبين الشرع وحده، فإن العقل كاف لبيان التوحيد (٦).


(١) ذكره الثعلبي في «الكشف والبيان» (ص ٣١٤)، والسمعاني في «تفسير القرآن» ٣/ ٢٢٦.
(٢) في (د): ( ... كتابك عليك كفى بنفسك اليوم حسيباً والله أعلم).
(٣) في (د): (لا يؤاخذ).
(٤) ذكره الماوردي ٣/ ٢٣٤، إلا أنه قال: وهو ظاهر قول قتادة.
(٥) انظر: «تفسير مقاتل» ٢/ ٥٢٥.
(٦) العقلُ وإن كان يمكن الاستدلال به على وجود الله ووحدانيته وعظمته، إلا أنه يعجز عن إدراك تفاصيل أسماء الله وصفاته، وما ينبغي له وما ينفى عنه، فالجزم بأن العقل كافٍ في إدراك هذه الأمور، أو أنه لا يمكن إدراكها إلا بالعقل ليس بصحيح.
انظر: «المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف» ١/ ٢١٩ للشيخ صالح بن غرم الله الغامدي.

<<  <   >  >>