للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مَسْطُورًا (٥٨)} مثبتاً مكتوباً.

{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ} في سبب النزول عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأل (١) أهل مكة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل لهم الصفا ذهباً وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون، فقيل له: (إن شئت أن نستأني بهم لعلنا نجتبي منهم وإن شئت أن تؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا (٢) أُهلكوا كما أُهلك من قَبْلَهُم) قال: (لا، بل أستأني بهم) فأنزل الله هذه الآية {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ} (٣).

{إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} أي (٤): ما منعنا إرسال الآيات التي اقترحوها إلا عِلْمَنَا أنهم يُكَذِّبون رسولي كما كذب الأولون رسلهم فأهلكناهم، لأن سُنَّتَنَا مضت بإهلاك من كذب بالآيات المقترحة، فيجب إهلاك قومك، وقد قضيتُ أن لا استأصل أمتك لأن فيهم من يؤمن أو يلد مؤمناً، ثم ذكر من الأمم المهلكة باقتراح الآيات وترك الإيمان بها أمة صالح.

قوله {أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ} في موضع المفعول الثاني، {أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} رفع بالفاعل، والباء في قوله {بِالْآيَاتِ} زيادة (٥)، ويجوز أن يكون حالاً والمفعول محذوف.

{وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ} بسؤالهم واقتراحهم.

{مُبْصِرَةً} آية (٦) بينة ظاهرة خرجت من صخرة صلدة حاملاً كما اقترحوا.

وقيل: {مُبْصِرَةً}: متضمنة لبصائر في الدين لمن استبصر.

وقيل: {مُبْصِرَةً}: يبصر بها، كليلة نائمة: ينام فيها، ويوم صائم: يصام فيه.

وقيل: {مُبْصِرَةً}: جاعلة إياهم ذوي بصائر.


(١) في (د): (سألت).
(٢) في (أ): ( ... سألوا فاكفروا ... ).
(٣) أخرجه أحمد (٢٣٣٣)، والنسائي في «الكبرى» (١١٢٢٦)، والطبري ١٤/ ٦٣٥، والحاكم ٢/ ٣٦٢، والواحدي في «أسباب النزول» (ص ٤٧٦)، وغيرهم، وصحح إسناده محققو المسند.
(٤) حصل سقط في (د) من قوله (أي) إلى قوله (الأولون) في السطر التالي.
(٥) سبق التنبيه مراراً على أن القول بأن هناك أحرفاً أو كلمات في القرآن زائدة تعبير بعيد عن الصواب، فانظر التعليق على تفسير الآية (٤) من سورة الأنعام.
(٦) سقطت كلمة (آية) من (ب).

<<  <   >  >>