للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروي عن ابن عباس أيضاً (١).

{إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} يذكر تحريمه لكم.

ابن عباس والحسن في جماعة هو قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} الآية (٢).

أبو العالية (٣) هو قوله: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} أي: إلا ما كان من الأنعام صيداً فهو حرام وأنتم حُرُم.

وقوله: غيرَ: منصوب على الحال من قوله: أوفوا بالعقود غير محلي الصيد،

وفيه تقديم وتأخير، وقيل بالاستثناء، أي: إلَاّ محلي الصيد وأنتم حرم، حكاه ابن عيسى (٤)، وقيل على الحال من قوله: أحلت لكم غير محلي الصيد، وهو الأظهر (٥).

قوله: {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} ابن عباس: وأنتم في الحَرَم، غيره: في الإحرام، وقيل: في الحَرَم والإحرام، تقول: رجل حرامٌ وقومٌ حُرُمٌ (٦).

{إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (١)} ابن عباس في جماعة: يحل ويحرم ما يريد، وقيل: يحكم فيما خلق ما يريد على الإطلاق (٧).


(١) أخرجه الطبري ٨/ ١٤، وزاد السيوطي نسبته في «الدر المنثور» ٥/ ١٦٢ إلى سعيد بن منصور وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن مردويه.
(٢) أخرجه الطبري ٨/ ١٦، وعزاه السيوطي في «الدر المنثور» ٥/ ١٦٢ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في «شعب الإيمان» عن ابن عباس.
أما رواية الحسن فقد ذكرها الجصاص في «أحكام القرآن» ٢/ ٢٩٨، وقد ورد هذا القول كذلك عن مجاهد وقتادة وغيرهم، ورواياتهم وردت عند الطبري ٨/ ١٥ - ١٦.
(٣) هو: رفيع بن مِهران، أبو العالية الرِّياحي البصري، الإمام المقرئ الحافظ المفسّر، أحد الأعلام، كان مولى لامرأة من بني رياح من بني تميم، أدرك زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو شاب وأسلم في خلافة أبي بكر، قال أبو بكر ابن أبي داود: وليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، مات سنة (٩٠ هـ).
انظر: «سير أعلام النبلاء» ٤/ ٢٠٧، و «طبقات المفسرين» للداودي ١/ ١٧٢.
(٤) هو: علي بن عيسى بن علي الرماني النحوي، أبو الحسن، علامة في العربية، وله عدد من المصنفات، وكان متفنناً في علوم كثيرة من القراءات والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة، توفي سنة (٣٨٤ هـ).
انظر: «سير أعلام النبلاء» ١٦/ ٥٣٣، و «طبقات المفسرين» للداودي ١/ ٤٢٠.
(٥) قال أبو حيان في «البحر المحيط» ٣/ ٤٣٠: «اتفق جمهور من وقفنا على كلامه من المعربين والمفسرين على أنه منصوب على الحال، ونقل بعضهم الإجماع على ذلك، واختلفوا في صاحب الحال، فقال الأخفش: هو ضمير الفاعل في (أوفوا)، وقال الجمهور: الزمخشري وابن عطية وغيرهما: هو الضمير المجرور في (أحل لكم)».
(٦) «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي ٦/ ٣٦.
(٧) «البحر المحيط» لأبي حيان ٣/ ٤٣٣.

<<  <   >  >>