للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسره بالأمهات: فإمام جمع أُمٍّ، كخُفٍّ وخِفَاف وقُفٍّ وقِفَاف وجُلٍّ وجِلَال (١).

{فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} أي: كتاب عمله بيمينه، وهو المؤمن.

{فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ} مَرَّةً بعد أخرى فَرِحين بما فيه، وهذا دأبُ من أتاه كتاب فيه مسرة وابتهاج.

{وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٧١)} لا ينقصون من جزاء أعمالهم قدر فتيل، وهو ما فتلته بأطراف أصابعك وطرحته، وقيل: ما في شق نوى التمر، وقد سبق (٢).

{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٧٢)} لم يذكر الكفار وإيتاء كتبهم بشمالهم اكتفاء بقوله {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ}، أي: في (٣) الدنيا {أَعْمَى} عمى القلب لا يبصر رشده {فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى} لأنه فاته وقت العمل، وذهب بعضهم إلى أنه أفعل من (٤)، ويقويه ما بعده {وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٧٢) وهذا على أن يقال: يجوز بناء أفعل من كذا من عَمِيَ بقلبه، كما يجوز من الجهل والبله، إذ ليس ذلك من العيوب البدنية المحسوسة، وأجاز بعضهم بناء أفعل من كذا من الألوانِ والعيوبِ والخِلَقِ إذا كان لها فعل ثلاثيٌّ كعمي وحول وعور، وما لم يكن له فعل ثلاثي كالحمرة والبياض والسواد فلا (٥).


(١) القُفُّ: القصير، والجُلُّ: ما تلبسه الدابة لتصان به. انظر: «القاموس» (قفف) و (جلل).
(٢) في (ب): (التمرة)، وسبق الكلام على الفتيل في أثناء تفسير الآية (٤٩) من سورة النساء.
(٣) في (ب): (في هذه الدنيا).
(٤) في (د): (إلى أن وزنه أفعل من عمي ويقويه ... )، والمثبت من (أ)، و (ب).
(٥) انظر: «المعجم المفصل في النحو العربي» ١/ ١٠٤ - ١٠٥، حيث ورد فيه: (الأفعال التي تدل على لون أو عيب أو حلية لا يصاغ منها أفعل التفضيل، وإذا كان العيب معنوياً لا حسيّاً فيمكن صياغة أفعل، مثل: زيد أبله من سمير، وأهوج منه، وأرعن منه، وأحمق منه ... ولا يمكن صياغة أفعل التفضيل من الرباعي أو الخماسي).

<<  <   >  >>