للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (٤)} أي: نزله الله تنزيلاً، وقيل: بدل من التذكرة، و {الْعُلَا} جمع العليا وهي تأنيث الأعلى.

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} أي: هو الرحمن، وما بعده في محل نصب على الحال وقيل: الرحمن مبتدأ وما بعده خبره.

ومعنى قوله {اسْتَوَى} سبق في سورة الأعراف (١)، وليس ذلك بمعنى التمكن في المكان فإنه كان بلا مكان بإجماع فلم يحتج بعد خلق المكان إلى ما كان عنه غنياً (٢).

وروى عن ابن عباس، رضي الله عنهما الوقف على قوله {عَلَى الْعَرْشِ} ثم ابتدأ (٣) ... {اسْتَوَى (٥) لَهُ (٦)} الآية (٤).


(١) في قوله تعالى {إِن رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤].
(٢) ومذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى فوق كل شيء، وأنه فوق العرش فوق السماوات مستوي على عرشه بذاته، على الحقيقة، بائن من خلقه، على الوجه الذي يليق به، من دون تكييف، فإن الاستواء معلوم في اللغة، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، وهو ما دلت عليه آيات القرآن العزيز، وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال أئمة الدين، بخلاف من فسره من أهل البدع بالاستيلاء.
انظر في ذلك: الفتاوى لابن تيمية (٣/ ٢٦٠ - ٢٦٥)، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (٥١)، لوامع الأنوار للسفاريني (١/ ١٩٨، وما بعدها).
(٣) في ب: "ثم قال".
(٤) " الآية " ساقط من أ.
وانظر: القطع والائتناف للنحاس (٣٢٥)، وذهب أبو حيان في البحر المحيط (٦/ ٢١٤) إلى أنه لايصح الوقف على " على العرش " على أن يكون فاعلاً لاستوى.

<<  <   >  >>