للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ (طَهْ) بسكون الهاء، وهو أمر (١)، وفيه وجهان:

أحدهما: أن يكون الهمزة قلبت هاء نحو: هياك وإياك.

والثاني: أن يكون الهاء للاستراحة، و (ط) أمر من وطي على ترك الهمزة، وأجاز ابن الأنباري (٢) أن يكون الهاء للكناية عن الموضع فسكن كباب يوده (٣).

قال الشيخ رحمه الله (٤): ويحتمل أن (طا) أمر من وطأ يطأ حذف همزه كما يحذف من قرأ (٥) وبابه، وهاء كناية عن الأرض أي: طأ الأرض بقدميك، وحذف الألف من الخط كما حذف من قوله أيها المؤمنون فإنه في الإمام آية المؤمنون، وكذلك آية الساحر وهذا ظاهر جداً، والله أعلم.

وكان بعد ذلك يضع قدميه ويصلي بعض الليل وينام بعضه.

وقيل: هو نفي لماّ قال الكفار شقي بترك دين آبائه، أي: ما أنزلناه لتشقى بل لتسعد (٦).

{إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٣)} تذكيراً للخلق، ونصبها على الاستثناء المنقطع وقيل: مفعول له، وقيل: على التقديم ما أنزلنا إلا تذكرة لا لتشقى، وقيل: معناه ما أنزلناه لتتعب في دعاء الكفار فلست عليهم بحفيظ بل لتذكر به (٧).

{لِمَنْ يَخْشَى (٣)} أي: يخشى الله فينتفع به، وخص الخاشي لا نتفاعه به.


(١) وهي قراءة الحسن، وعكرمة، وهي قراءة شاذة.
انظر: شواذ القراءات للكرماني (٣٠٥).
(٢) ابن الأنباري، تنظر ترجمته ص: ١٤٧
(٣) انظر: البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري (٢/ ١٣٨)، النكت والعيون للماوردي (٣/ ٣٩٣).
(٤) " قال الشيخ رحمه الله " ساقط من ب، والمراد به المؤلف، وقد يكون هذا من عمل النساخ.
(٥) في ب: "إقرأ".
انظر: النكت والعيون للماوردي (٣/ ٣٩٣).
(٦) انظر: إعراب القرآن للنحاس (٣/ ٣١).
(٧) انظر: إعراب القرآن للنحاس (٣/ ٢٣).

<<  <   >  >>