للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} في سبب النزول عن أبي بكر بن عياش (١) عن عاصم (٢) بروايته عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: " آية لا يسألني الناس عنها؛ لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أم جهلوها فلا يسألون عنها. قيل له: وما هي؟ قال: لما نزلت {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ

(٩٨)} شق على قريش. فقالوا: شتم آلهتنا، فجاء ابن الزبعرى (٣) فقال: ما لكم؟ قالوا: شتم آلهتنا. قال: فما قال؟ قالوا قال: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨)}. قال: ادعوه لي. فلما دعي عليه الصلاة والسلام قال يا محمد: هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عُبِد من دون الله؟ قال: لا، بل لكل من عُبِدَ من دون الله. فقال: ابن الزبعرى خُصِمْتَ ورب هذه البُنْيَة يعني الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون، وأن عيسى عبد صالح، وأن عزيراً عبد صالح (٤) وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة، وهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيراً.


(١) أبو بكر بن عياش، تنظر ترجمته ص: ٣٨٦
(٢) عاصم، تنظر ترجمته ص: ٣٨٦
(٣) ابن الزبعرى، عبد الله بن قيس بن عدي القرشي السهمي، كان من أشد الناس عداوةً للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلسانه ونفسه، وكان من أشعر الناس وأبلغهم، وكان يهاجي حسان بن ثابت وكعب بن مالك، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل عذره.
انظر: الاستيعاب (٣/ ٣٦).
(٤) " وأن عزيراً عبد صالح " ساقط من أ.

<<  <   >  >>