للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو قوله {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ} [السجدة: ١٣].

{أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} عَلَماً من أعلام الساعة وشرطاً من أشراطها. {تُكَلِّمُهُمْ} من الكلام.

وقيل: تفعل من الكَلْم يقويه قراءة من قرأ (تَكْلِمُهُم) (١).

{أَنَّ النَّاسَ} لأن الناس.

{كَانُوا بِآَيَاتِنَا} بمحمد والقرآن. وقيل: بكتبنا. وقيل: بأدلتنا (٢).

{لَا يُوقِنُونَ (٨٢)} لا يؤمنون إيمان عالم مستدل، ومن جعله من الكلام جاز أن يكون {أَنَّ النَّاسَ} مفعول الكلام أي: تخاطبهم بهذا.

وقيل: تخاطبهم فتقول للمؤمن هذا مؤمن وللكافر هذا كافر (٣).

ومن كسر {أَنَّ} (٤) فعلى الاستئناف، أو على إضمار القول، أو ينزل الكلام منزلة القول لأن كل كلام قول وليس كل قول كلاماً.


(١) وهي قراءة شاذة مروية عن ابن عباس رضي الله عنهما، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وابن أبي عبلة، والجحدري، والمعنى: تجرحهم.
انظر: المحتسب لابن جني (٢/ ١٨٩)، الشواذ لابن خالويه (١١٠)، شواذ القراءات للكرماني (٣٦٣).
(٢) انظر: معالم التنزيل (٦/ ١٧٧).
(٣) حكاه الماوردي في النكت والعيون (٤/ ٢٢٨).
(٤) وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو وابن عامر (إن الناس) بكسر الهمزة، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي بفتح الهمزة (أن الناس).
انظر: الحجة في القراءات لابن خالويه (٢٧٥)، التيسير للداني (١٦٩).

<<  <   >  >>