للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فغلبت فارس الروم، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة فشق ذلك عليهم، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، وخرج كفار مكة وشمتوا، فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم، وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم، فأنزل الله هذه الآيات (١)، فخرج أبو بكر - رضي الله عنه - إلى الكفار فقال: فرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا فلا تفرحوا ولا يقر الله أعينكم فوالله ليظهرن الروم أخبرنا بذلك نبينا. فقام إليه أُبيّ بن خلف الجمحي فقال: كذبت. فقال له أبوبكر: أنت أكذب خلق الله يا عدو الله. فقال: اجعل بيننا أجلاً أُنَاحِبُكَ عليه (٢) أي: أراهنك على عشر قلائص مني وعشر قلائص منك، فإن ظهرت الروم على فارس غرمت وإن ظهرت فارس غرمت، ففعلوا ذلك وجعلوا الأجل ثلاث سنين، فجاء أبو بكر إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأخبره بذلك، وكان ذلك قبل تحريم القمار فقال صلى الله عليه وسلم: ما هكذا ذكرت إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايِده في الخطر وماده في الأجل، فخرج أبو بكر فلقي أُبياً فقال: لعلك ندمت. قال: لا تعال أزايدك في الخطر وأمادك في الأجل فاجعلها مائة قلوص ومائة قلوص إلى سبع سنين (٣). قال: قد فعلت.


(١) في أ " فأنزل الله هذه الآية ".
(٢) في ب " أناحيك عليه ".
(٣) في ب " إلى تسع سنين ".

<<  <   >  >>