للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذهب جماعة من المفسرين إلى أن هذا نهي عن التبني وتسمية زيد ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن المولود إذا استقرت النطفة في الرحم صار له قلب فلا يجوز أن يصير له قلب آخر بالنطفة الداخلة عليه بالوطء الثاني، فإذا لم يجز ذلك فهو لصاحب القلب فلا يكون لرجل واحد قلبان ولا أبوان ولا أُمَّان فانتظمت الآية على هذه الثلاثة وهو قوله {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} حكاه القفال، وقال حكى الشافعي (١) رحمه الله هذا التأويل عن بعض المفسرين، وهو قول الزهري، ومقاتل بن حيان (٢).

وقيل: متصل بقوله {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} فإن طاعتهما لا تجتمع مع الإيمان في قلب واحد، كما تقول: سيْفَان لا يجتمعان في غمد واحد.


(١) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، بن مرة بن كعب بن لؤي، الإمام عالم عصره، نشأ يتيماً بمكة، ثم رحل إلى المدينة فسمع من مال بن أنس، ثم إلى اليمن، دخل بغداد وأقام بها سنتين، ثم مصر إلى أن توفي سنة أربع ومائتين، من مصنفاته المسند في الحديث، أحكام القرآن، إختلاف أهل الحديث، وغيرها.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥).
(٢) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٩١٠)، وهو اختيار ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ٩)، واختار ابن كثير في تفسيره (٣/ ٤٧٥) أنها نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه.
وقد ضعف النحاس في معاني القرآن (٥/ ٣١٩) قول الزهري، قال: " وهو قول ضعيف لايصح في اللغة، وهو من منقطعات الزهري رواه معمر عنه".

<<  <   >  >>